كثيرة ، ومن جرّب المجرّب حلّت به الندامة. وقد احسن من قال :
اذا تزوجت فكن حاذقاً |
|
واسئل عن الغصن وعن منبته |
٥٥ ـ وممّا جرّب في أخلاق الطفل في صِغره
في الكافي عن العبد الصالح عليه السلام (١) قال : تستحبّ عرامة الغلام في صغره ليكون حليماً في كبره ، ثم قال ما ينبغي ان يكون الّا هكذا.
قال العلّامة الشيخ عبّاس القمّي رحمه الله (٢) : العرامة سوء الخلق والمراد ميله الى اللعب وبغضه الكتّاب (بالتشديد اي المكتب) اي ينبغي ان يكون الطفل هكذا ، فاما اذا كان منقاداً ساكناً حسن الخلق في صغره يكون بليداً في كبره كما هو المجرّب (٣).
٥٦ ـ ممّا ورد وجرّب في معاشر الناس
من عاشر الناس لاقى منهم نصبا |
|
لأن طبعهم بغي وعدوان |
ومن يفتّش عن الاِخوان مجتهدا |
|
فجلّ اخوان هذا الدهر خوّان (٤) |
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليكم بالعِزلة فانها عبادة (٥) وروى عن سفيان الثوري قال : قصدت جعفر بن محمد فأذن لي بالدخول فوجدته في سرداب ينزل اثني عشر مرقاة ، فقلت يا ابن رسول الله انت في هذا المكان مع حاجة الناس اليك؟ فقال : يا سفيان فسد الزمان وتنكّر الاِخوان ، وتقلّبت الأعيان ، فاتخذنا الوحدة
__________________
(١) المراد به الاِمام الكاظم عليه السلام.
(٢) تقدمت ترجمته ص ٤٥.
(٣) سفينة بحار الأنوار ج ٢.
(٤) من قصيدة لأبي الفتح علي بن محمد البستي.
(٥) تنبيه الخواطر.