وقال والدي قدس سره
يلينا بدهر بان فيه لنا الغِلّ |
|
وما في نفوس الناس قد ظهر الكلّ |
ترى من يُعدّ في الورى اذا شرافة |
|
يباشر اشياء يباشرها النذل |
يخال نجيب الوالدين ممجّدا |
|
ويوجد فعّالا لما يفعل النغل |
وبعض تراه في العيون محقّرا |
|
بتقليب هذا الدهر يبدو له الفضل |
فبالمال والجاه البرايا يجرّبوا |
|
فمضمرهم بالرغم يظهره الفعل (١) |
الرضوي : اتّعظ ايّها القارئ النبيل بما سردته عليك من نصائِح قيّمة نثرا ونظما ، في التحذير البالغ عن معاشرة الناس ، فاِنَّ عامتهم ذئاب وعليهم ثياب ، وجوههم وجوه الآدميين ، وقلوبهم قلوب الشياطين ، فحاذرهم كما تحاذر الأسد والثعلب ، فانهم يصافونك في الرخاء ، ويخذلونك في الشِدّة والبلاء كما هو المجرّب في عامتهم ، كفانا الله شرّهم ، وآمننا من مكرهم وغدرهم.
٥٧ ـ ممّا جرّب في السلامة من شرّ الناس
روى العلّامة المجلسي الأول طاب ثراه (٢) في (روضة المتقين) حديث (المسلم من سِلم المسلمون من يده ولسانه) وقال : واذا سلموا منه فهو سالم منهم ايضاً كما هو المجرّب.
٥٨ ـ ممّا جرّبه امير المؤمنين عليه السلام في تداوي الأمور
عنه عليه السلام : جرّبنا وجرّب المجرّبون قبلنا فلم نر شيئاً انفع وجداناً ولا أضَرّ فقداناً من الصبر ، به تداوى الأمور ، ولا يُداوى هو بغيره ، وقال عليه السلام : الصبر على
__________________
(١) اتحاف الاِخوان بمقتطف خطرات الجنان.
(٢) تقدمت ترجمته ص ٢٤.