أو امر الله تعالى وتعديهم حدوده. قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) (١) وقال : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) (٢) وقال تعالى : (وما ربّك بظلّامٍ للعبيد) (٣).
٧ ـ حديث مأثور يتضمّن فائِدة مجرّبة لمن يخاف الله سبحانه ويخشاه
ورد انّ الاِمام الصادق عليه السلام لمّا خرج من الكوفة يريد المدينة خرج معه جماعات كثيرة للمشايعة ، فرأوا اسداً في الطريق ، فوقف الناس ، وتقدم عليه السلام فرفع الأسد رأسه ونظر اليهم ثم اطرق ، فوضع عليه السلام رجله على خده وقال : تعدّوه ، فلما لحقهم عليه السلام قال : لهم لو أنكم تخافون الله مثل مخافة هذا الأسد لذلله اللهُ لكم حتى تحمِلوا عليه الحطب الى بيوتكم ، ولكن عَدلتم عن خوف الله فأوقع خوفه في قلوبكم (٤).
الرضوي : ونقل عنه عليه السلام هذا الحديث بعض علمائِنا في مجموعة له ، وذكر انه خرج بعض الشيوخ يطلب ميمونة السوداء في الكوفة فقيل له : انها في الصحراء ترعى غنما لها ، فوجدها تصلّي والغنم ترعى مع الذياب بلا ضرر ، قال : فسألتها ما بال الذياب لا تضرّ الغنم؟ فقالت لمّا اصلحت ما بيني وبينه (الله تعالى) اصلح ما بين الذياب والغنم.
قال رحمه الله : هذا خبر صحيح مجرّب فانّ من خاف الله خافه كلّ مخوف. وهنا
__________________
(١) سورة الرعد آية ١١.
(٢) سورة طه آية ١٢٥.
(٣) سورة فصلت آية ٤٦.
(٤) وبمعناه ورد في عدّة الداعي ايضاً.