إبدال الهاء من الياء
قولهم في «هذي هند» : «هذه» ، فالهاء في «هذه» بدل من ياء «هذي».
الدلالة على ذلك دون أن تكون الياء في «هذي» بدلا من الهاء في «هذه» قولهم في تحقير «ذا» : «ذيّا» ، و «ذي» إنما هي تأنيث «ذا» ومن لفظه ، فكما لا تجد للهاء في المذكر أصلا فكذلك هي أيضا في المؤنث بدل غير أصل ، وليست الهاء في قولنا «هذه» وإن استفيد منها التأنيث بمنزلة هاء «طلحة ، وحمزة ، وجوزة ، وبيضة» لأن الهاء في نحو «حمزة ، وبيضة» زائدة ، والهاء في «هذه» ليست بزائدة ، إنما هي بدل من الياء التي هي عين الفعل «في هذي».
وأيضا فإن الهاء في نحو : «طلحة ، وجوزة» تجدها في الوصل تاء ، نحو : «طلحتان» و «جوزتكم» ، والهاء في «هذه» ثابتة في الوصل ثباتها في الوقف.
فإن قال القائل : فإذا كانت الهاء في هذه إنما هي بدل من الياء في «هذي» فما الذي دعاهم إلى تحريكها وكسرها في الوصل في قولهم «هذه هند» وهلا تركت ساكنة إذ كانت في اسم غير متمكن ، وهي مع ذلك بعد حركة؟
فالجواب : أن الكسرة إنما أتتها من قبل أنها هاء في اسم غير متمكن ، فشبّهت بهاء الإضمار في نحو قولك : «مررت به» و «نظرت إلى غلامه» ومن العرب أيضا من يسكنها في الوصل ، ويجريها على أصل القياس ، فيقول : «هذه هند» و «نظرت إلى هذه يا فتى» ، فإذا لقيها ساكن بعدها لم يكن بدّ من كسرها ، وذلك قولك «هذه المرأة عاقلة».
فإن قلت : فالكسرة في هاء «هذه المرأة عاقلة» هل هي لالتقاء الساكنين أو هي الكسرة في لغة من قال : «هذه هند» فكسر؟
فالجواب : أن القياس أن تكون الكسرة في الهاء في قولك «ضربت هذه المرأة» هي حركة الهاء في قولك «هذه هند» لا حركة التقاء الساكنين ، وأن يكون من يقول : «هذه هند» فيسكن الهاء إذا احتاج إلى حركتها وافق الذين يقولون : «هذه دعد» فيكسرون الهاء ، يدل على ذلك أن من قال : «هم قاموا» فأسكن الميم من «هم»