إبدال الهاء من التاء
وذلك في التأنيث نحو قولك في «جوزة» في الوصل : «جوزه» في الوقف ، وفي «حمزة» : «حمزه» ، وقد ذكرنا قديما قول من أجرى الوصل مجرى الوقف ، فقال : «ثلاثهربعه» وقول من أجرى الوقف مجرى الوصل ، فقال :
بل جوز تيهاء كظهر الحجفت (١)
وقول الآخر :
الله أنجاك بكفّي مسلمت
وحكى قطرب (٢) عن طيئ أنهم يقولون : «كيف البنون والبناه ، وكيف الإخوة والأخواه» قال : وذلك شاذ. فأما «التابوه» فلغة في «التابوت».
ووقف بعضهم (٣) على «اللات» بالهاء ، فقال : «اللاه».
زيادة الهاء
أما أبو العباس (٤) فكان يخرج الهاء من حروف الزيادة ، ويذهب إلى أنها إنما تلحق للوقف في نحو : «اخشه» و «ارمه» و «هنّه» و «لكنّه» وتأتي بعد تمام الكلمة. وهذا مخالفة منه للجماعة ، وغير مرضي عندنا ، وذلك أن الدلالة قد قامت على صحة زيادة الهاء في غير ما ذكره أبو العباس ، فمما زيدت فيه الهاء قولهم : «أمّهات» وزنه «فعلهات» والهاء زائدة لأنه بمعنى الأم ، والواحدة «أمّهة» ، قال :
__________________
(١) البيت ذكره صاحب اللسان (٩ / ٣٩) ، ونسبه إلى سؤر الذئب وهو من أبيات قصيدة منها :
ما بال عين عن كراها قد جفت |
|
وشفها من حزنها ما كلفت |
كأن عوارا بها أو طرفت |
(٢) ذكر صاحب الممتع ذلك (ص ٥٢٤).
(٣) ذكر الأخفش ذلك في معاني القرآن (ص ١١ ـ ٩١٢).
(٤) يقصد بقوله أبي العباس المبرد ، وقد ذكر ابن جني ذلك فيما تقدم من هذا الكتاب.