فأما «على» فإن معناها يدل على أنها من «علوت» فأمرها ظاهر. وكذلك ألف «ما» و «لا» إذا سميت بهما زدت عليهما ألفا أخرى ، فإذا التقى ساكنان همزت الآخرة لما حركتها لالتقاء الساكنين ، فصارت «ماء» و «لاء» فإن بنيت من هذين الاسمين اللذين هما «ماء» و «لاء» مثل «حجر» و «عمل» قلت : «موى» و «لوى» فقضيت على الألف الأولى أنها منقلبة من واو ، وعلى الألف الآخرة التي كانت قلبت همزة بأنها منقلبة من ياء ، فخرجت اللفظتان إلى باب «شويت» و «طويت» ، ولم تقض على الألف الآخرة أنها من الواو كالألف الأولى من قبل أن العين قد ثبت أنها واو ، واللام بعدها حرف علة ، فالوجه أن تكون مما لامه ياء ، ولا تكون مما لامه واو ، وذلك أن باب «طويت ، ولويت ، وحويت ، وشويت ، ورويت ، ونويت ، وخويت ، وذويت (١) ، وصويت (٢) ، وغويت ، وعويت ، وثويت (٣) ، وهويت» أكثر من باب «قويت (٤) ، وحويت ، والقوّة ، والحوّة (٥) ، والصّوّة (٦)» ما عينه ولامه واوان.
هذا هو القانون ، وبه وصّى التصريفيون. وجاز أن يقضى على الألفين أنهما منقلبتان عن حرفي العلة وإن كانتا قبل التسمية غير منقلبتين ، لأنك لما سميت بهما ألحقتهما بما عليه عامة الأسماء ، وأخرجتهما من الحرفية التي كانا عليها للاسمية التي صارا إليها ، فاعرفه.
* * *
__________________
(١) ذويت : ذوى العود أي ذبل. القاموس المحيط (٤ / ٣٣١).
(٢) صوت النخلة تصوي : عطشت وضمرت ويبست. القاموس المحيط (٤ / ٣٥٣).
(٣) غويت : من غوى يغوي إذا ضل وانحرف عن الجادة. القاموس المحيط (٤ / ٣٧٢).
(٤) ثوبت : أقمت. وفي التنزيل (وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ) أي مقيما.
(٥) الحوة : بالضم سواد إلى الخضرة أو حمرة إلى السواد. القاموس (٤ / ٣٢١).
(٦) الصوة : بالضم جماعة السباع ، وحجر يكون علامة في الطريق. القاموس (٤ / ٣٥٣).