ولا يجوز أن يكون «إيّا» من لفظ «آءة» (١) على أن تجعله «فعيلا» منها ، ولا «إفعلا» لأنه كان يلزمك أن تهمز آخر الكلمة لأنه لام ، فتقول «إيّا» ولم يسمع فيه الهمزة البتة ، ولا سمع أيضا مخففا بين بين. ولكن يجوز فيه عندي على وجه غريب أن يكون «فعلى» من لفظ «وأيت» ، ويكون أصله على هذا «وئيا» فهمزت واوه لانكسارها ، كما همزت في «إسادة» و «إعاء» و «إشاح» ونحو ذلك ، فصارت «إئيا» ، ثم أبدلت الهمزة ياء لانكسار الهمزة الأولى قبلها ، ثم أدغمت الياء المنقلبة من الهمزة في الياء التي هي لام «وأيت» فصارت «إيّا».
فهذه أحكام تصريف هذه اللفظة ، ولست أعرف أحدا من أصحابنا خاض فيها إلى ههنا ، ولا قارب هذا الموضع أيضا ، بل رأيت أبا علي وقد نشّم فيها من القول يسيرا لم يستوف الحال فيه ، ولا طار بهذه الجهة ، وإن كان ـ بحمد الله ، والاعتراف له ـ الشيخ الفاضل ، والأستاذ المبجّل. ولو لم يتضمن هذا الكتاب من الكلام على الدقيق أكثر من هذه المسألة لكانت ـ بحمد الله ـ جمالا له ، ومحسّنة حاله.
ثم نعود إلى حكم الألف ، فنقول : إن ألف «ذا» من قولك «هذا زيد» منقلبة عن ياء ساكنة ، وقد ذكرنا في هذا الكتاب وغيره العلة التي لأجلها جاز قلب الياء الساكنة ألفا إذ كان أصله «ذي».
فإن قلت : فما تقول في ألف «لكنّ» و «لكن»؟
فالجواب : أن يكونا أصلين لأن الكلمتين حرفان ، ولا ينبغي أن توجد الزيادة في الحروف ، فإن سميت بهما ونقلتهما إلى حكم الأسماء حكمت بزيادة الألف ، وكان وزن المثقلة «فاعلا» والمخففة «فاعلا».
إبدال الألف
أبدلت الألف من أربعة أحرف ، وهي : الهمزة ، والياء ، والواو ، والنون الخفيفة.
__________________
(١) آءة : الأءة : واحدة الآء : وهو شجر له ثمر يأكله النعام. لسان العرب (١ / ٢٤).