وقال ابن الحرّ (١) :
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا |
|
تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا (٢) |
يريد : تأجّجن ، فأبدلها ألفا.
وقال عمر (٣) :
وقمير بدا ابن خمس وعشري |
|
ن له قالت الفتاتان : قوما (٤) |
أراد : قومن. وقال الآخر :
يحسبه الجاهل ما لم يعلما |
|
شيخا على كرسيّه معمّما (٥) |
يريد : ما لم يعلمن.
__________________
(١) ابن الحر : هو عبيد الله بن الحر يخاطب رجلا من أصحابه يقال له عطية بن عمرو وكان حبس معه. شرح المفصل (٧ / ٥٣) والخزانة (٣ / ٦٦٠ ـ ٦٦٤) بغير نسب في الكتاب (١ / ٤٤٦).
(٢) جزلا : يابسا ، وقيل : الغليظ. تأجج : الأجيج : تلهب النار. والشاعر يفتخر بكرمه وكرم قومه. واستخدم في ذلك أسلوب الكناية عن الكرم بذكر الحطب الكثير والنار المشتعلة. والشاهد فيه (تأججا) حيث أبدلت النون الخفيفة أيضا عند الوقف عليها.
(٣) عمر بن أبي ربيعة ، والبيت في ديوانه (ص ٢٢٦) ، والبيت الذي قبله :
من لدن فحمة العشاء إلى أن |
|
لاح ورد بسوق جونا بهيما |
الورد : لون أحمر يضرب إلى صفرة حسنة في كل شيء. اللسان (٣ / ٤٥٦). الجون : الأسود المشرب حمرة ، والمقصود الظلام. اللسان (١٣ / ١٠١).
(٤) هذان البيتان من قصيدة مرجزة ، وقد ذكر البغدادي في الخزانة (٤ / ٥٦٩ ـ ٥٧٤) أن هذا الشعر نسب إلى ابن جبابة ، هو شاعر جاهلي من بني سعد ، وجبابة أمه ، واسمه المغوار بن الأعنق ، ونسب إلى ساور بن هند العبسي وهو مخضرم ، ونسبه بعضهم إلى العجاج ، وقال بعضهم : هو لأبي حيان الفقعسي. وهما في الكتاب (٢ / ١٥٢). وقوله له : قالت الفتاتان قوما : أي : قالت الفتاتان لي : قم لئلا يراك الناس. والشاهد فيه (قوما) حيث أبدلت نون التوكيد الخفيفة ألفا عند الوقف عليها والتقدير (قومن).
(٥) وقد شبه القمع والرغوة التي تعلوه بشيخ معمم جالس على كرسي. وقد أخطأ بعض الشراح ومنهم ـ الأعلم ـ حيث وصف جبلا قد عمه الخصب وحفه النبات فجعله كشيخ معمم بعمامته مزمل في ثيابه ، وسبب الخطأ عدم الاطلاع على ما تقدم الشاهد.