وقال الآخر (١) :
أقبل سيل جاء من عند الله |
|
يحرد حرد الجنّة المغلّه (٢) |
وعلى هذا بيت الكتاب (٣) :
أوالفا مكّة من ورق الحمي (٤)
أراد : الحمام ، فحذف الألف ، وأبدل الميم ياء ، هذا أحسن ما قيل فيه (٥).
ومن ذلك لحاقها في الوقف لبيان الحركة كما تبيّن الحركة بالهاء ، وذلك قولهم في الوصل «أن فعلت» فإذا وقفت قلت «أنا». وكذلك «حيّهلا».
ومن ذلك لحاقها فصلا بين النونات في نحو قولك للنساء : اضربنانّ يا نسوة ، واشتمنانّ بكرا. وأصل هذا أن تدخل نون التوكيد وهي مشددة على نون جماعة المؤنث فتجتمع ثلاث نونات ، فكان يلزم أن يقال : «اضربننّ زيدا» فكرهوا اجتماعهنّ ، ففصلوا بينهن بالألف. ومن كلام أبي مهديّة «اخسأنانّ عنّي» (٦).
ودار بيني وبين المتنبي في قوله (٧) :
..... |
|
... وقلنا للسيوف : هلمّنّا (٨) |
__________________
(١) نسب هذا الرجز لقطرب في الكامل (١ / ٥٣) ، وذكره صاحب اللسان في مادة (حرد) (٣ / ١٤٥) دون أن ينسبه.
(٢) الحرد : الإسراع في السير. المغلة : التي لها غلة. اللسان (١١ / ٥٠٤) مادة / غلل المعنى : أن السيل جاء بالخير من عند الله يسرع بغلاته الوفيرة.
(٣) البيت للعجاج ، وهو في ديوانه (ص ٢٩٥) ، والكتاب (١ / ٥٦٢٨).
(٤) الشاهد فيه (الحمى) حيث حذفت الألف وأبدلت الميم ياء يريد (الحمام).
(٥) انظر / المسائل العسكريات (ص ٢٧) والعيني (٣ / ٥٥٧ ـ ٥٥٨).
(٦) اخسأنان عني : قال الأصمعي : يعني الشياطين. لسان العرب (١ / ٦٥) مادة / خسأ.
(٧) هذه قطعة من بيت في ديوانه (٤ / ١٦٦) وهو من قصيدة يمدح فيها سيف الدولة.
والبيت بتمامه :
قصدنا له قصد الحبيب لقاؤه |
|
إلينا ، وقلنا للسيوف : هلمنا |
(٨) الشاهد فيه (هلمنا) القياس أن نقول (هلممنان) حيث أكد الفعل بالنون ثم فصل بين النون بالألف