وليس في كلامهم اسم في أوله ياء مكسورة إلا قولهم في اليسار اسم اليد «يسار» بكسر الياء ، وقالوا : «يقظان ويقاظ» و «يعر ويعرة» للجدي ، وقالوا : «ييأس وييئس» : وإنما رفض ذلك استثقالا للكسرة في الياء.
إبدال الياء
قد أبدلت الياء من الألف ، والواو ، والهمزة ، والهاء ، والسين ، والباء ، والراء ، والنون ، واللام ، والصاد ، والضاد ، والميم ، والدال ، والعين ، والكاف ، والتاء ، والثاء ، والجيم.
فأما إبدالها من الألف فقولهم في «حملاق» (١) : «حميليق» و «حماليق» ، وفي «مفتاح» : «مفيتيح» و «مفاتيح» ، وفي «خلخال» (٢) : «خليخيل» و «خلاخيل». وكذلك الياء في «قيتال» و «ضيراب» إنما هي بدل من ألف «قاتلت» و «ضاربت».
فإن قلت : إن المصدر هو الأصل ، والفعل هو الفرع ، فكيف جعلت ما هو موجود في الأصل بدلا مما هو موجود في الفرع ، وهل هذا إلا عكس ما يوجبه القياس؟
فالجواب : أن ذلك لا تعلق له بالأصل والفرع ؛ ألا ترى أنهم أعلوا «عدة» وهي المصدر لاعتلال «يعد» وهو الفعل ، وأعلوا أيضا «يقوم» لاعتلال «قام» ، ومرتبة الحال والاستقبال جميعا أن يكونا قبل الماضي ، والعلة في هذا ونحوه أن المصدر وإن كان أصلا للفعل ، فإن أمثلة الأفعال المختلفة في الماضي والحال والاستقبال ، والمصادر ، تجري مجرى المثال الواحد ، حتى إنه إذا لزم بعضها شيء لزم جميعها ، وحتى إنه إذا حصل في بعضها بعض التعويض صار كأن ذلك التعويض قد عمّ جميعها إذ كانت كلها كالمثال الواحد ؛ ألا ترى أنهم لما حذفوا الهمزة من «أكرم» وبابه صار وجودها في «الإكرام» كالعوض من حذفها في «يكرم» ، وكذلك أيضا وجودها في
__________________
(١) حملاق : حملاق العين : ما يسوده الكحل من باطن أجفانها. اللسان (١٠ / ٦٩) مادة / حمق.
(٢) خلخال : حلية كالسوار تلبسها النساء في أرجلهن (ج) خلاخيل. اللسان (١١ / ٢٢٠).