إبدال الياء من الثاء
قال (١) :
يفديك يا زرع أبي وخالي |
|
قد مرّ يومان وهذا الثالي |
وأنت بالهجران لا تبالي (٢) |
أراد : الثالث.
إبدال الياء من الجيم
قالوا : «ديجوج ودياج» وأصله «دياجيج» ، فأبدلت الجيم الآخرة ياء ، وحذفت الياء قبلها تخفيفا. وأما قولهم في «شجرة» : «شيرة» فينبغي أن تكون الياء فيها أصلا ، ولا تكون بدلا من الجيم ، أنشد الأصمعي (٣) :
تحسبه بين الأنام شيرة (٤)
قال أبو الفضل الرياشي : سمعت أبا زيد يقول : كنا عند المفضل وعنده أعراب ، فقلت : قل لهم يقولن «شيرة» ، فقالوها ، فقلت له : قل لهم يصغرونها ، فصغّروها «شييرة». وإنما كانت الياء عندنا في «شيرة» أصلا غير بدل من الجيم لأمرين :
__________________
(١) ذكره صاحب اللسان مادة (ثلث) (٢ / ١٢١) ، ولم ينسبه.
(٢) زرع : اسم. اللسان (٨ / ١٤١). الهجران : البعد والفراق. الشاعر يتمنى أن يفدي محبوبته بأقرب الناس إليه أبيه وخاله ، ولا تهجره ، وقد مر يومان وهذا الثالث ولم يرها. والشاهد فيه : (الثالي) حيث أبدلت الثاء ياء. اللسان (٢ / ١٢١) مادة / ثلث. إعرابه : بدل مرفوع وعلامة رفعه الضم المقدر.
(٣) الأصمعي : ذكر البيت صاحب اللسان دون نسب مادة (شجر) (٤ / ٣٩٤).
(٤) الأنام : ما ظهر على الأرض من جميع الخلق. اللسان (١٢ / ٣٧). تحسبه : تظنه. والشاعر يشبه ممدوحه بين الناس بالشجرة. الشاهد فيه (شيرة) حيث أبدلت الجيم ياء ، يريد (شجرة). إعرابه : مفعول به ثان منصوب.