ضربت صدرها إليّ وقالت |
|
يا عديّا لقد وقتك الأواقي (١) |
فالأواقي : جمع واقية ، وأصلها وواق ، فهمزت الواو الأولى.
وقال (٢) :
فإنك والتأبين عروة بعد ما |
|
دعاك وأيدينا إليه شوارع |
لكالرجل الحادي وقد تلع الضّحى |
|
وطير المنايا فوقهنّ أواقع |
جمع : واقعة.
وقال الآخر (٣) :
شهم إذا اجتمع الكماة ، وألجمت |
|
أفواقها بأواسط الأوتار (٤) |
يريد جمع : واسط ، وأصلها «وواسط». فلما همزت الواو الأولى صار اللفظ في التقدير إلى «أوّوت» فلما وقعت الواو رابعة قلبت ياء كما تقدم ذكره آنفا ، فصارت «أوّيت» ، هذا هو صريح القياس وحقيقته.
وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن يعقوب بن مقسم عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، قال : ما كان على ثلاثة أحرف الأوسط منه ياء فليس فيه إلا وجه واحد بالياء ، تقول : سيّنت سينا ، وعيّنت عينا. وقال بعضهم في «ما» و «لا» من بين أخواتها : موّيت ماء حسنة ، ولوّيت لاء حسنة ، بالمد لمكان الفتحة من «ما» و «لا».
وتقول في الواو وهي على ثلاثة أحرف الأوسط ألف بالياء لا غير لكثرة الواوات ، تقول : ويّيت واوا حسنة.
وبعضهم يجعل الواو الأولى همزة لاجتماع الواوين ، فيقول : أوّيت واوا حسنة. انتهت الحكاية عن أبي بكر.
__________________
(١) الشاهد فيه (الأواقي) وأصلها (وواق) حيث قلبت الواو الأولى همزة.
(٢) البيت في اللسان مادة (وقع) (٨ / ٤٠٤) ينسب للمهلهل بن ربيعة ، وكذا الخزانة (٢ / ١٦٥).
(٣) البيت في اللسان (وسط) (٧ / ٤٢٧).
(٤) الأفواق : جمع الفوق من السهم وهو موضع الوتر. والشاهد فيه (بأواسط) جمع (واسط) وأصلها (وواسط) فقلبت الواو الأولى همزة.