وأصلها أوّاو ، فلما وقعت الواو طرفا بعد ألف زائدة قلبت ألفا ، ثم قلبت تلك الألف همزة كما قلنا في أبناء ، وأسماء ، وأعداء ، وأفلاء (١).
ومن كانت ألف «واو» عنده من ياء قال إذا جمعها على «أفعال» : «أيّاء» ، وأصلها عنده «أوياء» فلما اجتمعت الواو والياء وسبقت الواو بالسكون قلبت الواو ياء ، وأدغمت في الياء التي بعدها ، فصارت «أيّا» كما ترى.
ومن جمع ذلك على «أفعل» قال : أدول ، وأذول ، وأصود ، وأضود ، وأقوف ، وأكوف ، وألوم.
ومن كانت عين «واو» عنده واوا قال في جمعها على «أفعل» : «أوّ» ، وأصلها «أوّو» فلما وقعت الواو طرفا مضموما ما قبلها أبدل من الضمة كسرة ، ومن الواو ياء ، فقال : «أوّ» كما قالوا : دلو وأدل ، وحقو وأحق.
ومن كانت عين «واو» عنده ياء قال في جمعها على «أفعل» : «أيّ» ، وأصله «أويو» فلما اجتمعت الواو والياء ، وسبقت الواو بالسكون قلبت الواو ياء ، وأدغمت في الياء بعدها ، فصارت «أيّو» فلما وقعت الواو طرفا مضموما ما قبلها أبدلت من الضمة كسرة ، ومن الواو ياء على ما ذكرناه الآن ، فصار التقدير «أيّي» ، فلما اجتمعت ثلاث ياءات والوسطى منهن مكسورة حذفت الياء الأخيرة ، كما حذفت في تحقير «أحوى» و «أعيا» في قولهم «أحيّ» و «أعيّ» فكذلك قلت أنت أيضا «أيّ».
وأما «نون» فإن أمرها ظاهر لأن عينها واو كما ترى. ومن قال في «فعل» من البيع : «بوع» ـ وهو أبو الحسن ، ويشهد بصحة قوله هيف وهوف (٢) ـ لم يجز له مثل ذلك في «نون» أن تكون واوها بدلا من ياء لقولهم : نوّنت الكلمة تنوينا ، وهذا حرف منوّن ، فظهور الواو في هذه المواضع ولا ضمة قبلها ، يدل على أن الواو فيها أصل غير بدل.
فإن جمعتها على «أفعال» قلت «أنوان» وعلى «أفعل» : «أنون».
__________________
(١) أفلاء : جمع فلو ، وهو الجحش والمهر إذا فطم. اللسان (١٥ / ١٦٢) مادة / فلا.
(٢) وهوف : الهيف والهوف : الريح الباردة الهبوب. اللسان (٩ / ٣٥١) مادة / هيف.