ومن همز الواو لانضمامها ، فقال (١) :
لكلّ دهر قد لبست أثؤبا (٢)
وقال (٣) :
....... |
|
مصابيح شبّت بالعشاء وأنؤر (٤) |
همز أيضا هذا ، فقال : أنؤن ، وأكؤف ، وأقؤف ، وأدؤل ، وأذؤل ، وأصؤد ، وأضؤد.
وأما «زاي» فيمن لفظ بها ثلاثية هكذا فألفها على ما قدّمناه ينبغي أن تكون منقلبة عن واو ، ولامه ياء كما ترى ، فهو من لفظ «زويت» (٥) إلا أن عينه اعتلّت ، وسلمت لامه ، ولحق بباب : غاي ، وراي ، وثاي ، وطاي ، وآي في الشذوذ لاعتلال عينه وصحة لامه. وقولي «اعتلّت» إنما أريد به أنها متى أعربت فقيل : هذه زاي حسنة ، أو : كتبت زايا صغيرة أو نحو ذلك ، فإنها بعد ذلك ملحقة في الاعتلال بباب «راي» و «غاي» إلا أنه ما دام حرف هجاء فألفه غير منقلبة ، فلهذا كان عندي قولهم في التهجي «زاي» أحسن من «غاي» و «طاي» لأنه ما دام حرفا فهو غير مصرّف ، وألفه غير مقضيّ عليها بالانقلاب ، و «غاي» وبابه متصرف ، فالانقلاب ، وإعلال العين ، وتصحيح اللام جار عليه ومعروف به.
ولو اشتققت منها «فعّلت» لقلت «زوّيت» وإن كانت الإمالة قد سمعت في ألفها. وهي على مذهب أبي علي «زوّيت» أيضا ، وعلى قول غيره : زيّيت زايا.
وإن كسّرتها على «أفعال» قلت «أزواء» وعلى قول غير أبي علي «أزياء» إن صحت إمالتها. وإن كسّرتها على «أفعل» قلت «أزو» و «أزي» على المذهبين.
__________________
(١) نسب البيت لمعروف بن عبد الرحمن في شرح أبيات سيبويه (٢ / ٣٩٢).
(٢) الشاهد فيه : (أثوب) حيث جمعت على (أفعل) ، ويجوز جمعها على (أفعال) فتقول : (أثواب).
(٣) البيت لعمر بن أبي ربيعة وهو في ديوانه ، وبغير نسبه في المقتضب (٢ / ٢٠٥).
(٤) الشاهد فيه (أنور) حيث جمعت على أفعل ويجوز (أنوار).
(٥) زويت : زوى ما بين عينيه : قطب وعبس. اللسان (١٤ / ٣٦٤) مادة / زوى.