بسم الله الرّحمن الرّحيم
حرف اللام
اللام حرف مجهور يكون أصلا وبدلا ، وزائدا.
فإذا كان أصلا وقع فاء ، وعينا ، ولاما ، فالفاء نحو لعب ، ولزم ، والعين نحو قلب ، وسلم ، واللام نحو شعل وجعل.
فأما قول الراجز (١) :
لمّا رأى أن لا دعه ولا شبع |
|
مال إلى أرطاة حقف فالطجع (٢) |
فإنه يريد : فاضطجع ، فأبدل الضاد لاما ، وهو شاذ. وقد روي : فاضطجع.
ويروى أيضا : فاطّجع ، ويروى أيضا : فاضّجع.
وأبدلوا اللام من النون في أصيلان فقالوا : أصيلال.
وإذا كانت اللام زائدة فهي على ضربين :
أحدهما : أن تزاد في الكلمة مبنية معها غير مفارقة لها.
والآخر : أن تزاد فيها لمعنى ، ولا تكون صيغة الكلمة.
__________________
(١) الراجز : يقال هو منظور بن مرثد الأسدي ، جاء ذلك في العيني.
(٢) دعة : لين العيش أو العيش السهل الطيب. شبع : الشبع : الامتلاء من الطعام ، ويقال : شبع من الأمر إذا سئمه. اللسان (٨ / ١٧١) أرطاة : واحدة الأرطي وهو نبات شجيري ينبت في الرمل ويخرج كالعصي. ورقه رقيق وثمره كالعناب. لسان العرب (١٤ / ٣٢٥) مادة / رطى. حقف : حقف الشيء حقوفا أي استطال في اعوجاج. القاموس المحيط (٣ / ١٢٩) مادة حقف. فالطجع : أي وضع جنبه على الأرض ونحوها. القاموس (٣ / ١٢٩) مادة / ضجع. ويقول الشاعر في وصف الذئب أنه قد مال إلى جذع شجر الأرطي وما اعوج من الرمال ثم وضع جنبه واضطجع. وهو في هذه الحالة ما بين الدعة والشبع. وأسلوب البيت خبري تقريري يفيد الوصف. الشاهد فيه : إبدال (الضاد) لاما في قوله (فالطجع) حيث يريد فاضطجع. إعراب الشاهد : الطجع : فعل ماضي مبني لا محل له من الإعراب.