.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
الإسلام «قده» عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة ، ولا غمز في هذا السند كما هو غير خفي على من له دراية بالرجال. وإنما الكلام في جهالة عمر بن حنظلة ، لعدم توثيقه في الأصول الرجالية.
والوجوه المعتمد عليها لإثبات وثاقته عند جمع ـ من الأخبار المادحة له المدرجة للرجل في الثقات أو الحسان ، ومن رواية أصحاب الإجماع كصفوان بن يحيى عنه ، ومن توثيق الشهيد الثاني إيّاه في الدراية والعلامة المجلسي في محكي الوجيزة ، وقال في المرآة : «موثق تلقّاه الأصحاب بالقبول» (١) ونحوها ـ غير ظاهرة.
أما الأخبار المادحة فلأنها غير نقية سندا ، إما لعدم ثبوت وثاقة الراوي كما في رواية يزيد بن خليفة ، وإما لكون راويها عمر نفسه.
وأمّا توثيق الشهيد الثاني والعلامة المجلسي وغيرهما من المتأخرين «قدسسرهم» فلا يجدي أيضا ، إذ المطلوب في الجرح والتعديل كسائر موارد الشهادات هو الإخبار عن الحسّ لا الحدس ، ومن المعلوم عدم احتمال كون هذا التوثيق شهادة حسِّية ، لبعد العهد. مع أن المحكي عن الشهيد استناده إلى رواية يزيد بن خليفة عن الصادق عليهالسلام : «إذن لا يكذب علينا» وهي قاصرة سندا. ولو قيل بأنّ يزيد ممن روى عنه ابن أبي عمير بسند صحيح ، فيشمله عموم توثيق رجال أصحاب الإجماع ، ويثبت به كلام الإمام عليهالسلام في شأن عمر بن حنظلة ، قلنا لو تمّ ذلك لما كانت حاجة إلى رواية يزيد بن خليفة لكونه تبعيدا للمسافة ، إذ المفروض رواية صفوان بسند معتبر عن عمر ، فيحكم بوثاقته بهذا الطريق لا برواية يزيد.
وأمّا رواية صفوان عن عمر بن حنظلة ـ مع كون صفوان بن يحيى من أصحاب الإجماع ـ فهي كسائر الوجوه قاصرة عن إثبات وثاقة الرّجل. ولتوضيح الحال لا بأس بالتعرض لشطر من الكلام فيه ، للانتفاع به في غير المقام أيضا ، فنقول وبه نستعين :
الأصل في هذا الإجماع ما في رجال الكشي في عنوان تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليهماالسلام : «أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عن هؤلاء وتصديقهم وأقرّوا لهم بالفقه والعلم ، وهم ستة نفر أخر دون الستة نفر الّذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله (عليهالسلام) ، منهم يونس بن عبد الرحمن ، وصفوان بن يحيى بيّاع السابري ، ومحمّد بن أبي عمير ، وعبد
__________________
(١) مرآة العقول ، ١ ـ ٢٢١