وهل التخيير (١) بدوي أم استمراري؟ قضية الاستصحاب (٢) لو لم نقل بأنه (٣) قضية الإطلاقات
______________________________________________________
الكلام بظهوره في المعنى وعدم إجماله.
التخيير بين الخبرين بدوي أو استمراري
(١) هذا إشارة إلى الأثر الرابع من آثار التخيير ، وتوضيحه : أن التخيير مطلقا أو في خصوص المتكافئين ـ على الخلاف ـ هل هو بدويّ بمعنى أنه إذا اختار أحد الخبرين في زمان لم يكن له الأخذ بالآخر في زمانٍ آخر؟ أم استمراري ، فيجوز أن يختار أحدهما في زمانٍ والآخر في زمان آخر ، فيه وجوه :
أحدها : كونه بدويّا مطلقا ، وهو الظاهر من كلام الشيخ الأعظم الأنصاري كما سيأتي تفصيله.
ثانيها : كونه استمراريا كذلك ، كما هو ظاهر جماعة منهم المصنف «قدّس سره».
ثالثها : كونه بدويّا إلّا مع قصد الاستمرار ، فقصد الاستمرار دخيل في كون التخيير استمراريا.
رابعها : كونه استمراريا إلّا إذا قصد بدويّته.
(٢) استدلّ المصنف وغيره على كون التخيير استمراريا مطلقا بوجهين : أحدهما الاستصحاب ، والآخر إطلاقات أدلة التخيير. والوجه الأوّل مبنيّ على الإغماض عن الوجه الثاني. ومحصل تقريب الاستصحاب : أن التخيير الثابت في الزمان الأوّل يصير بعد الأخذ بأحد الخبرين مشكوكا فيه ، لاحتمال كون الأخذ بأحدهما رافعا للتخيير ، كغيره من موارد الشك في رافعيّة الموجود ، فيستصحب التخيير وجواز الأخذ بالخبر الآخر في الزمان الثاني والثالث وهكذا.
(٣) أي : بأن التخيير الاستمراري ، وهذا إشارة إلى الوجه الثاني وهو إطلاقات التخيير ، ومحصله : أنّ مقتضى إطلاق أدلة التخيير بحسب الزمان وعدم تقيده بزمان خاص هو استمرار التخيير ، وعدم اختصاصه بالزمان الأوّل ، فإنّ إطلاق دليل حجية أحد الخبرين تخييرا يقتضي استمرار حجيته كذلك.