لا تقديمها (١) عليه ، إلّا إذا كانت النسبة بعده (٢) على حالها.
وفيه (٣) : أنّ النسبة إنّما هي بملاحظة الظهورات. وتخصيص العام
______________________________________________________
(١) معطوف على «ملاحظة» يعني : كان اللازم ملاحظة النسبة ... لا تقديمها ـ أي لا تقديم الخصوصات على العام ـ كما يقول به غير الفاضل النراقي «قده» إلّا إذا كانت النسبة التي كانت قبل التخصيص محفوظة بعده ولم تنقلب إلى نسبة أخرى ، فإن انقلبت إليها كان اللازم مراعاة النسبة المنقلبة.
ومثال محفوظية النسبة ـ وعدم انقلابها بعد تخصيص العام بأحد الخاصّين ـ ما إذا ورد «أكرم الشعراء ، ولا تكرم الشعراء البصريّين ، ولا تكرم الشعراء الكوفيّين» فان تخصيص العام بـ «لا تكرم العلماء البصريّين» لا يوجب انقلاب نسبة العموم المطلق إلى نسبة أخرى بل هي باقية على حالها ، ضرورة أن «أكرم الشعراء» قبل تخصيصه بـ «لا تكرم الشعراء البصريّين» كان أعم مطلقا من «لا تكرم الشعراء الكوفيّين» وهذه الأعميّة باقية أيضا بعد التخصيص به ، ولم تنقلب إلى نسبة أخرى ، لوضوح أعمية «الشعراء غير البصريّين» من «الشعراء الكوفيّين».
هذا توضيح كلام العلامة النراقي «قده» وحاصله : كون المدار في العلاج هو النسبة الحادثة ، إلا إذا كانت النسبة السابقة باقية على حالها بعد تخصيص العام بأحد الخصوصات.
(٢) أي : بعد تقديمها ـ أي تقديم الخصوصات ـ وضمير «حالها» راجع إلى النسبة.
(٣) توضيح ما أجاب به عن كلام النراقي ـ وفاقا لشيخنا الأعظم في بعض كلامه «قدسسرهم» ـ هو : أن مركز النسبة بين الدليلين أو الأدلّة هو الظهور العرفي الثابت لهما أولها ـ عند أبناء المحاورة ، وظهور كل دليل ينسب إلى مثله من دون انثلامه بظهور دليل آخر ، فالظهورات محفوظة قبل ملاحظة بعضها مع الآخر وبعدها ، ولا تنثلم بالقرائن المنفصلة وإن كانت قطعية ، لأنّها لا تصادم الظهورات الناشئة من استعمال الألفاظ في معانيها ، حيث إنّ هذه الظهورات تترتب قهرا على الاستعمال المزبور ، بل تصادم حجيتها. نعم القرائن المتّصلة تمنع انعقاد الظهور.