يمنع الصوت أن يجري فيه ، وهي ثمانية أحرف : الهمزة والقاف والكاف والجيم والطاء والدال والتاء والباء ، ويجمعها في اللفظ : أجدك قطبت ، والتي بين الشديد والرخو ثمانية أحرف : وهي الألف والعين والراء واللام والياء والنون والميم والواو ، ويجمعها في اللفظ : لم يروعنا ، والرخوة : الحروف التي لا تمنع الصوت أن يجري فيها ، وهي ما سوى هذين القسمين المذكورين.
ومنها أيضا : المنطبقة والمنفتحة ، معنى الإطباق : أن يرفع المتلفظ بهذه الحروف لسانه ينطبق بها الحنك الأعلى فينحصر الصوت بين اللسان والحنك ، وهي أربعة أحرف : الصاد والضاد والطاء والظاء ، وما سواها من الحروف مفتوح غير منطبق.
ومن الحروف أيضا : حروف الاستعلاء وحروف الانخفاض ، ومعنى الاستعلاء : أن تصعد في الحنك الأعلى ، وهي سبعة أحرف : الحاء والغين والقاف والضاد والظاء والصاد والطاء ، وما سوى ذلك من الحروف منخفض.
ومنها : حروف الذلاقة ، ومعنى الذلاقة : أن يعتمد عليها بذلق اللسان ، وهو طرفه ، وذلق كل شيء حده ، وهي ستة أحرف : اللام والراء والنون والفاء والباء والميم ، وما سواها من الحروف فهي المصمتة.
وللحروف أيضا انقسام إلى الصحة والاعتلال والزيادة والأصل والسكون والحركة ، وغير ذلك مما أكثر علاقته بالنحو ، ولو ذكرناه في هذا الكتاب أطلناه ، وعدلنا عن الغرض في تقريبه ، وإنما أردنا ذكر ما لا يستغني عنه طالب معرفة الفصاحة التي لها يقصد ، وإليها ينحو ، فأما ما سوى ذلك فاللمحة تقنع منه ، واللمعة تغني فيه ، وفيما أوردناه من أقسام الحروف وأحكامها في هذا الفصل مقنع ، ولا يليق به الزيادة عليه والإسهاب ، لأنه كالطريق الذي نجتاز فيه إلى مرادنا ، ونتوصل بسلوكه إلى مقصدنا ، فاللبث به غير واجب ، والريث فيه غير محمود (١).
__________________
(١) أخذ ابن الأثير في كتاب «المثل السائر» ١ / ٤ على المؤلف أنه أكثر في كلامه ، من ذكر الأصوات والحروف والكلام عليها.