لا هيثم الليلة للمطّي. (١)
وقول ابن الزبير الأسدي :
أرى الحاجات عند أبي خبيب |
|
نكدن ولا أميّة بالبلاد (٢) |
__________________
(١) هو من شواهد الكتاب التي لم يعرف لها قائل وقد أورد أبو عبيد في الغريب هذا الشطر مع أبيات قبله وهي :
قد جنها الليل بعصلبي |
|
مهاجر ليس باعرابي |
أروع خراج من الدوي |
|
عمرّس كالمرس الملوي |
لا هيثم الليلة للمطي |
|
ولا فتى مثل ابن خيبري |
اللغة هيثم اسم رجل والمراد به الهيثم بن الأشتر كان مشهورا بحسن الصوت في الحداء للإبل وكان أعرف أهل زمانه بالفلوات والمفازة ومجاهل الأرض. والمطي الإبل وابن خيبري جميل صاحب بثينة نسب إلى أحد أجداده وكان شجاعا ذا نجدة وفتك. وقيل أراد بابن خيبري علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقيل أراد مرحبا الذي بارز عليا يوم خيبر وكلاهما بعيد.
الاعراب لا نافية للجنس. واسمها محذوف أي مثل. ويصح أن يكون هيثم اسمها على تأويل العلم باسم الجنس. وللمطي خبر لا. وقوله ولا فتى الخ اعرابه ظاهر (والشاهد فيه) أن لا النافية للجنس لا تدخل على العلم. وهذا البيت مؤول إما بتقدير مضاف أو بتأويل العلم باسم الجنس (والمعنى) قد ذهب هيثم ولم يبق بعده من يحسن القيام على الإبل والحداء لها. وذهب ابن خيبري وليس بعده من يذود عنها.
(٢) نسبه هنا إلى عبد الله بن الزبير الأسدي. ونقله الحصري في زهر الآداب عن أبي عبيدة. قال وفد عبد الله بن الزبير الأسدي على عبد الله بن الزبير بن العوام وكان شديد البخل فقال يا أمير المؤمنين إن بيننا وبينكم رحما من قبل فلانة الكاهلية وهي عمتنا ، وقد ولدتكم فقال ابن الزبير هذا كما وصفت وان نكرت في هذا وجدت الناس كلهم يرجعون إلى أب واحد وأم واحدة. فقال يا أمير المؤمنين ان نفقتي قد نفذت قال ما كنت ضمنت لأهلك ان تكفيك حتى ترجع إليهم. قال ان ناقتي قد دبرت ونقبت قال انجد بها يبرد خفها وارقعها بسبب واخصفها بهلب وسر عليها البردين تصح. قال انما جئتك مستحملا ولم آتك مستوصفا فلعن الله ناقة حملتني إليك. فقال ابن الزبير ان وراكبها فخرج الأسدي وهو يقول (أرى الحاجات) في أبيات كثيرة. وقال أبو الفرج في الأغاني الأبيات لعبد الله ابن فضالة وهو صاحب القصة مع ابن الزبير.