صورة الإنفصال. وقد شبهت في أنها مزيلة ومؤكدة بتيم الثاني في يا تيم تيم عدى. والفرق بين المنفي في هذه اللغة وبينه وبين الأولى أنه في هذا معرب وفي تلك مبني ، فإذا فصلت فقلت لا يدين بها لك ولا أب فيها لك ، امتنع الحذف والإثبات عند سيبويه وأجازهما يونس. وإذا قلت لا غلامين ظريفين لك لم يكن بد من إثبات النون في الصفة والموصوف.
حكم صفة اسم لا :
وفي صفة المفرد وجهان أحدهما أن يبنى معه على الفتح كقولك لا رجل ظريف فيها ، والثاني أن تعرب محموله على لفظه أو محله كقولك لا رجل ظريفا فيها أو ظريف ، وان فصلت بينهما أعربت. وليس في الصفة الزائدة عليها إلا الإعراب ، فإن كررت المنفي جاز في الثاني الإعراب والبناء وذلك قولك لا ماء ماء باردا ، وإن شئت لم تنوّن.
حكم معطوف اسم لا :
وحكم المعطوف حكم الصفة إلا في البناء.
قال :
فلا أب وابنا مثل مروان وابنه (١)
__________________
(١) هو من شواهد الكتاب التي لم يعرف لها قائل وذكر ابن هشام انه لرجل من بني عبد مناة بن كنانة يمدح مروان بن الحكم وابنه عبد الملك بن مروان. قال البغدادي وقد كذب هذا الشاعر في المدح فان النبي صلّى الله عليه وسلّم قال في حق مروان الوزغ بن الوزغ اه أقول هذا الحديث مستفيض بين الخاصة والعامة وليس هو في شيء من كتب الصحاح. ومروان هذا ثقة عدل عند أهل الحديث وقد أخرج له البخاري في صحيحه غير حديث والله أعلم. وتمام بيت الشاهد. إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا. ورواه ابن الأنباري. إذا ما ارتدى بالمجد ثم تأزرا. والرواية الأولى أصوب فإن الائتزار قبل الارتداء والواو لا تفيد الترتيب على خلاف ثم.
اللغة المجد الشرف والسؤود. وارتدى لبس الرداء. والرداء ما يستر النصف الأعلى من البدن. وتأزر لبس الازار وهو ما يستر النصف الأسفل ..