وان تعرّف فالحمل على المحل لا غير كقولك لا غلام لك ولا العباس.
حكمه إذا كرر :
ويجوز رفعه إذا كرر قال تعالى : (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ ،) وقال :
(لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ). فإن جاء مفصولا بينه وبين لا أو معرفة وجب الرفع والتكرير كقولك لا فيها رجل ولا امرأة ، ولا زيد فيها ولا عمرو. وقولهم لا نولك أن تفعل كذا كلام موضوع موضع لا ينبغي لك أن تفعل كذا وقوله :
وأنت امرؤ منّا خلقت لغيرنا |
|
حياتك لا نفع وموتك فاجع (١) |
وقوله :
قضت وطرا واسترجعت ثمّ آذنت |
|
ركائبها أن لا إلينا رجوعها (٢) |
__________________
(١) نسبه شراح أبيات الكتاب لرجل من بني سلول. وقال العسكري في كتاب التصحيف انه للضحاك بن هنام الرقاشي. وذكر بعده بيتين هما :
وأنت على ما كان منك ابن حرة |
|
أبي لما يرضى به الخصم ضائع |
رفع صفة امرؤ أيضا. وحياتك مبتدأ مضاف. ولا نافية لا عمل لها. ونفع خبر.
وموتك مبتدأ. وفاجع خبر «والشاهد فيه» أن لا يجوز عدم تكريرها مع المنكر غير المفصول مع الغائها. وما ورد من ذلك كما هنا فهو شاذ. قال الأعلم وسوغ الافراد هنا ان ما بعده يقوم مقام التكرير في المعنى لأن قوله وموتك فاجع يدل على ان حياته لا تضر «والمعنى» يقول هو منا في النسب إلا أن نفعه لغيرنا فحياته لا تنفعنا لعدم مشاركته لنا وموته يفجعنا لأنه واحد منا.
(٢) هو من شواهد الكتاب التي لم يعرف لها قائل.
اللغة استرجعت يحتمل أن يكون من الاسترجاع عند الحزن أي قالت إنا لله وإنا إليه راجعون وأن تكون السين والتاء للطلب أي طلبت الرجوع عن الرحيل كراهة فراق الأحبة وآذنت أشعرت وأعلمت.
الاعراب قضت فعل ماض فاعله ضمير يعود إلى المحبوبة. وطرا مفعوله. ويروى بكت جزعا وهو مفعول لأجله أو مفعول مطلق نوعي أي بكاء جزع. واسترجعت مثل