الآخرة وصلاة الأولى ومسجد الجامع وجانب الغربي وبقلة الحمقاء على تأويل دار الحياة الآخرة وصلاة الساعة الأولى ومسجد الوقت الجامع وجانب المكان الغربي وبقلة الحبة الحمقاء وقالوا عليه سحق عمامة وجرد قطيفة وأخلاق ثياب وهل عندك جائبة خبر ومغرّبة خبر على الذهاب بهذه الأوصاف مذهب خاتم وسوار وباب ومائة لكونها محتملة مثلها ليلخص أمرها بالإضافة كفعل النابغة في إجراء الطير على العائذات بيانا وتلخيصا لا تقديما للصفة على الموصوف حيث قال :
والمؤمن العائذات الطير يمسحها |
|
ركبان مكّة بين الغيل والسّند (١) |
__________________
(١) هو للنابغة واسمه زياد بن معاوية. ويكنى أبا امامة وأبا عقرب بابنتين له. وهو أحد شعراء الجاهلية. وأحد فحولهم عده رواة الشعر في الطبقة الأولى بعد امرىء القيس. وانما قيل له النابغة لقوله. فقد نبغت لنا منهم شؤون. وقيل لأنه لم يقل الشعر حتى كبر وأسن. والبيت من قصيدة يمدح بها النعمان بن المنذر وهي أجود قصائده فيه وأولها.
يا دار مية بالعلياء فالسند |
|
اقوت وطال عليها سالف الأمد |
اللغة المؤمن اسم فاعل من آمنه يؤمنه. والعائذات جمع عائذة من عاذ بفلان فأعاذه أي لجأ إليه فحماه مما يخاف ويحذر. ويمسحها أي يتبرك بها. وركبان جمع راكب أو اسم جمع له. والغيل ماء كان يجري في أصل أحد. والسند موضع دوين أحد.
الاعراب والمؤمن الواو حرف قسم. والمؤمن مقسم به. والعائذات جر بالاضافة إليه أو مفعول به. والطير تابع للعائذات في حاليه. ويمسحها فعل مضارع ومفعول والضمير فيه يعود إلى الطير. وركبان فاعله. ومكة جر بالاضافة إليه وهو ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. وبين منصوب على الظرفية. والغيل جر بالاضافة إليه والسند عطف على الغيل والمقسم عليه قوله في البيت بعده :
ما ان أتيت بشيء أنت تكرهه |
|
إذا فلا رفعت سوطي إلى يدي |
والشاهد فيه) انه أجرى الطير على العائذات بيانا وليس هو من قبيل تقديم الصفة على الموصوف. (والمعنى) اقسم بالذي يؤمن الطير العائذات إلى الحرم ما أتيت بشيء أنت تكرهه.