وقول النابغة :
على حين عاتبت المشيب على الصبى (١)
__________________
اللغة نطقت صوتت وصدحت وعبر عنه بالنطق مجازا وفي بمعني على. والأوقال جمع وقل بفتح فسكون ثمر الدوم إذا يبس فان كان رطبا لم يدرك فهو البهش.
الاعراب لم حرف جازم. ويمنع فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بلم. والشرب مفعول يمنع. ومنها الضمير فيه إلى الوجناء في البيت قبله. وغير فاعل يمنع ولكنه بني على الفتح جوازا لاضافته إلى مبني والرفع مرويّ أيضا. وان مصدرية. ونطقت فعل ماض وحمامة فاعله. وفي غصون متعلق بمحذوف صفة حمامة. وذات صفة غصون. وزعم العيني أنه بالرفع صفة حمامة وهو غلط (والشاهد فيه) أن غيرا يجوز بناؤه على الفتح ويجوز اعرابه وقد استشهد النحاة بهذا البيت في باب الاستثناء على أن غيرا إذا أضيفت إلى أن وإن المشددة فلا خلاف في جواز بنائها على الفتح. وقد اعترض عليه هناك بأن أن حرف والحرف لا يضاف إليه. وأجيب عنه بأنهم جعلوا ما يلاقي المضاف من المضاف إليه كأنه المضاف إليه (والمعنى) أن هذه الناقة لم يمنعها أن تشرب مع حاجتها إلى الماء إلا أنها صوتت حمامة فنفرت منها. يريد أنها حديدة النفس يخامرها فزع وذعر لحدة نفسها وذلك محمود في الإبل.
(١) تمامه. فقلت ألما تصح والشيب وازع. وهو من قصيدة له يستعطف بها النعمان بن المنذر وكان سأله إن يصف امرأته المتجردة وكانت أجمل نساء أهل زمانها فوصفها عضوا عضوا حتى انتهى إلى هنها فقال :
وإذا طعنت طعنت في مستهدف |
|
رابي المجسة بالعبير مقرمد |
فحسده المنخل اليشكوي على هذه القصيدة ولحقته من أجلها غيرة فقال للنعمان انه لا يستطيع احد أن يصف هذا الوصف إلا وقد جرب وشاهد. فلما بلغ النابغة ذلك خاف بطش الملك فهرب إلى ملوك غسان بالشام وكتب إليه بهذه القصيدة يستعطفه ويعتذر ومنها :
فانك كالليل الذي هو مدركي |
|
وان خلت أن المنتأى عنك واسع |
فحملتني ذنب امرىء وتركته |
|
كذي العر يكوى غيره وهو راتع |
اللغة المشيب الشيب. والصبى التصابي. ووازع مانع يقال وزعه عن كذا إذا دفعه عنه.
الاعراب على حين جار ومجرور وحين مجرور بكسرة ظاهرة أو مبني على الفتح في محل جر. وعاتبت فعل وفاعل. والمشيب مفعول. وعلى الصبي يتعلق بعاتبت. وقلت فعل وفاعل. وألما الهمزة فيه للاستفهام الانكاري. ولما جازمة. وتصح مجزوم بلما بحذف حرف