والضمير في قولهم ربه رجلا نكرة مبهم ، يرمي به من غير إلى مضمر له ، ثم يفسر العدد المبهم في قولك عشرون درهما ونحوه في الإبهام والتفسير والضمير في نعم رجلا.
وإذا كنى عن الأسم الواقع بعد لو لا وعسى فالشائع الكثير أن يقال لو لا أنت ولو لا أنا وعسيت وعسيت قال تعالى : (لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) وقال :
(فَهَلْ عَسَيْتُمْ). وقد روى الثقات عن العرب لولاك ولولاي وعساك وعساني وقال يزيد بن أم الحكم :
وكم موطن لولاي طحت كما هوى |
|
بأجرامه من قلة النيق منهوي (١) |
__________________
الْأَبْصارُ) فإذا وجد أحد هذه الأمور جاز التأنيث باعتبار القصة والتذكير باعتبار الشأن (والمعنى) أن الكلوم تندمل ويذهب أثرها حتى لا يبقى لها أثر يذكرها المجروح به وإنما نحزن على الأقرب فالأقرب من المصائب وننسى ما مضى وبعد عهده وان كان هو أجل وأوجع مما قرب منا وهذا يجري مجرى الاعتذار عن قوله قبله وهو :
فو الله لا أنسى قتيلا رزئته |
|
بجانب قوسي ما مشيت على الأرض |
(١) اللغة الموطن المشهد من مشاهد الحروب. وطحت من طاح يطوح ويطيح إذا هلك وسقط. واجرام جمع جرم وهو الجسد والقلة أعلى الجبل والنيق أعلى الجبل أيضا والمنهوي الساقط.
الاعراب كم للتكثير مبتدأ. وموطن جر بالاضافة إليه. والخبر محذوف تقديره لك. ولولاي قال سيبويه لو لا هنا حرف جر والضمير بعدها في محل جر بها وهذا الجار لا يحتاج إلى شيء يتعلق به. وقال غيره لو لا هنا حرف امتناع والياء مبتدأ استعير لفظ غير المرفوع للمرفوع. وخبره محذوف. تقديره حاضر. وطحت جملة من فعل وفاعل في محل جر صفة موطن. والرابط محذوف تقديره فيه. وهو جواب لو لا عند من يجعلها على بابها. وعلى رأي سيبويه فجملة لولاي طحت صفة موطن. وقوله كما هوى مفعول مطلق لطحت من غير لفظه أي طحت طوحا كهوي الساقط. فما مصدرية وقيل كافة. وهوى فعل ماض وباجرامه متعلق بهوى وقد جعل أعضاءه اجراما توسعا كما قالوا شابت مفارقه. ومن قلة النيق جار ومجرور ومضاف ومضاف إليه يتعلق بهوى. ومنهوي فاعل هوى وهو مطاوع هوى. وقد طعن فيه المبرد قال انفعل لا يجيء مطاوع فعل الا حيث يكون علاج وتأثير. وقال ابن جني إن انفعل أصله من الثلاثي ثم تلحقها الزيادتان نحو قطعته فانقطع ولا يكاد يكون فعل منه الا متعديا حتى تمكن