لدى :
ومنها لدى والذي يفصل بينها وبين عند أنك تقول عندي كذا لما كان في ملك حضرك أو غاب عنك ، ولدي كذا لما لا يتجاوز حضرتك. وفيها ثماني لغات : لدى ولدن ولدن ولد بحذف نونها ، ولدن ولدن بالكسر لالتقاء الساكنين ، ولد ولد بحذف نونهما. وحكمها أن يجرّ بها على الإضافة كقوله تعالى : (مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ). وقد نصبت العرب بها غدوة خاصة قال :
لدن غدوة حتى ألاذ بخفها |
|
بقيّة منقوص من الظل قالص (١) |
تشبيها لنونها بالتنوين لما رأوها تنزع عنها وتثبت.
الآن :
ومنها الآن وهو الزمان الذي يقع فيه كلام المتكلم. وقد وقعت في أول أحوالها بالألف واللام ، وهي علة بنائها.
__________________
(١) لم أر من نسبه إلى قائله على كثرة من استشهد به.
اللغة لدن ظرف بمعنى من عند. تقول وقف الناس له من لدن كذا إلى المسجد ونحو ذلك ، إذا اتصل ما بين الشيئين. وكذلك من لدن طلوع الشمس إلى غروبها. والغدوة البكرة ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس. وألاذ احاط يقال الاذ الطريق بالدار إذا أحاط بها من كل جانب. وقالص الظل إذا انزوى وانضم بعضه إلى بعض.
الاعراب لدن ظرف بمعنى عند. قال سيبويه جزمت ولم تجعل كعند لأنها لم تمكن في الكلام تمكن عند. وغدوة منصوب بلدن كأنه توهم ان هذه النون زائدة تقوم مقام التنوين فنصب كما تقول ضارب زيدا. وقد أجاز الفراء فيها أيضا الرفع والجر فأما الرفع فلإجراء لدن مجري مذ. وأما الجر فلإجرائها مجري من وعن وحتى غائية. وبخفها متعلق بألاذ. وبقية فاعل ومن الظل متعلق بمنقوص. وقالص صفته. (والشاهد فيه) انتصاب غدوة بلدن (والمعنى) ما زالت هذه الناقة تسير من قبل طلوع الشمس حتى أحاط الظل بخفها واجتمع حوله يريد إلى وقت الاستواء فانه إذا كان وقت الاستواء لم يبق للناقة ظل إلا ما يرى حول خفها كقدر نصف أنملة.