ألف قبلها فبابها التصحيح كرشإ وحدإ.
قلب آخر المحذوف العجز :
والمحذوف العجز يرد إلى الأصل ولا يرد ، فيقال أخوان وأبوان ويدان ودمان وقد جاء يديان ودميان قال :
يديان بيضاوان عند محلم (١)
وقال :
ولو أنا على حجر ذبحنا |
|
جرى الدّميان بالخبر اليقين (٢) |
__________________
(١) تمامه. قد تمنعانك أن تضام وتطهدا. لم يسم أحد قائله.
اللغة يديان قال الزمخشري هنا انه تثنية يد ردت لأمه شذوذا. وقال ابن يعيش في شرحه انه تثنية يدا بالقصر فلما ثني قلبت ألفه ياء كفتيان في مثنى فتى لأن أصلها الياء فان التثنية من جملة ما يرد الشيء إلى أصله. وانما قلبت في المفرد ألفا لانفتاح ما قبلها. ويؤيده ما قاله في الصحاح. وبعض العرب يقول لليد يدا مثل رحا قال الشاعر :
يا رب ساريات ما توسدا |
|
الا ذراع العنس أو كف اليدا |
وتثنيتها على هذه اللغة يديان مثل رحيان قال الشاعر. يديان بيضاوان. البيت اه ومحلم اسم ملك من ملوك اليمن. ويروى عند محرق وهو لقب عمرو بن هند ملك الحيرة لأنه حرق مائة من بني تميم. ولقب الحارث بن عمرو ملك الشام لأنه أول من حرق العرب في ديارهم.
الاعراب يديان مبتدأ. وبيضاوان صفته. وعند محرق صفة أخرى. ويمنعانك فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والكاف مفعوله. وان تضام وتطهدا في محل نصب مفعول ثان لتمنعانك. وجملة قد تمنعانك خبر المبتدأ (والشاهد فيه) انه ثنى يدا على يديان وقد علمت ما فيه (والمعنى) لهذا الملك يدان طاهرتان عن موجبات الذم يمنعان عنك أن تضام وأن تظلم.
(٢) هو لعلي بن بدال بن سليم من أبيات يذكر بها رجلا كان بينهما عداوة.
الاعراب ذبحنا جملة فعلية خبر أنّ. وعلى حجر يتعلق به. وجرى فعل ماض جواب لو. والدميان فاعله. وبالخبر متعلق بجرى. واليقين صفة خبر (والشاهد فيه) مجيء دميان في تثنية دم. وقد اختلف في دم أهو من الواوي أو اليائي وعلى انه واوي كما ذهب إليه صاحب الصحاح فتثنيته على يديان شاذة (والمعنى) انني لو ذبحت وإياه على حجر واحد لم يمتزج دمي بدمه لشدة ما بيننا من العداوة بل جرى دمي يمنة ودمه يسرة. ويوضحه قول المتلمس :
أحارث أنا لو تساط دماؤنا |
|
تزايلن حتى ما يمس دم دما |
يقول ان دماءنا لو خلطت لافترقت ثانيا حتى ما يلامس دم دما.