كروا إلى حرّتيكم تعمرونهما (١)
وقوله تعالى : (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى).
وتقول إن تأتني تسألني أعطك وإن تأتني تمشي أمش معك ، ترفع المتوسط. ومنه قول الحطيئة :
متى تأته تعشو إلى ضوء ناره |
|
تجد خير نار عندها خير موقد (٢) |
وقال عبيد الله بن الحرّ :
__________________
(١) تمامه كما تكر إلى أوطانها البقر.
اللغة كروا أي ارجعوا. والحرة أرض ذات حجارة سود وهي حرة بني سليم وثناها بحرة أخرى تجاورها.
الاعراب كروا فعل وفاعل. وإلى حرتيكم متعلق به. وتعمرونهما فعل مضارع مرفوع بثبوت النون. والواو فاعله والهاء مفعوله. وقوله كما الكاف للتشبيه وما مصدرية هي وما بعدها في تأويل مصدر مجرور أي ككر البقر. وتكر فعل مضارع والبقر فاعله وإلى أوطانها متعلق بتكر (والشاهد فيه) رفع تعمرونهما إما على الاستئناف وقطعه عما قبله وإما على الحال كأنه قال عامر بن أي مقدرين ذلك وصائرين إليه ولو أمكنه الجزم على الجواب لجاز (والمعنى) يعيرهم بنزول الحرة لحصانتها وامتناعها على طلابها ويقول ارجعوا إلى بلادكم فالاقامة فيها خير لكم من النزول هنا.
(٢) اللغة تعشو أي تأتي على غير هداية فتهتدي بضوء ناره وقال ابن يعيش عشوته إذا قصدته ظلاما ثم اتسع فقيل لكل قاصد عاش.
الاعراب متى اسم شرط جازم. وتأته مجزوم به وهو فعل وفاعل ومفعول. وتعشو فعل مضارع فاعله ضمير المخاطب. وإلى ضوء ناره متعلق بتعشو. والجملة في محل نصب حال من الفاعل في تأته أي تأته عاشيا في الظلام. وتجد فعل الشرط مجزوم وخير نار مفعول تجد. وعندها خير موقد جملة ابتدائية في محل جر صفة نار.
(والشاهد فيه) انه رفع الفعل المتوسط بين فعل الشرط وجوابه وهو تعشو. (والمعنى) متى تأت هذا الممدوح وهو بغيض بن عامر عاشيا إلى ضوء ناره المضرمة ليلا تجد أنفع نار للدفء والأكل عند أفضل موقد لاكرام الضيفان واطعامهم.