متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا |
|
تجد حطبا جزلا ونارا تأججا (١) |
فجزمه على البدل.
وتقول إن تأتيني آتك فأحدثك بالجزم ، ويجوز الرفع على الإبتداء.
وكذلك الواو وثم قال الله تعالى : (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ.)
وقرىء ويذرهم بالجزم وقال تعالى : (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ ،) وقال : (وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ).
وسأل سيبويه الخليل عن قوله تعالى : (رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ) مِنَ الصَّالِحِينَ فقال هذا كقول عمرو بن معد يكرب :
دعني فأذهب جانبا |
|
يوما وأكفك جانبا (٢) |
وكقوله :
__________________
(١) اللغة تلم من الالمام وهو الاتيان والنزول. والجزل من الحطب الغليظ منه. وتأجج أي اضطرم وتوقد.
الاعراب تأتنا فعل مضارع وفاعل ومفعول مجزوم بمتى. وتلمم بدل من تأتنا لأنه من جنسه. وتجد جواب الشرط. وحطبا مفعوله. وجزلا صفة حطب. ونارا عطف على حطبا. وتأجج فعل ماض. والفاعل ضمير يعود إلى النار وهي مؤنثة وقد تذكر. (والشاهد فيه) جزم تلمم على البدل من تأتنا.
(٢) نسبه المصنف إلى عمرو بن معد يكرب وانكر غيره أن يكون له.
الاعراب دعني فعل أمر وفاعل ومفعول. واذهب منصوب بأن بعد فاء السببية. وفاعله ضمير المتكلم. وجانبا نصب على الظرفية. ويوما مثله. وقوله واكفك عطف على اذهب وهو مجزوم في جواب الأمر على توهم سقوط الفاء من المعطوف عليه. وجانبا مفعول ثان لاكفك (والشاهد فيه) انه عطف اكفك مجزوما على جواب الأمر المنصوب وهو فاذهب على توهم سقوط فاء السببية (والمعنى) اتركني اذهب في جانب من الأرض واكفك جانبا من الجواب التي تتوجه إليها.