الباب الخامس
الفعل المبني للمفعول
حده :
هو ما استغنى عن فاعله فأقيم المفعول مقامه وأسند إليه معدولا عن صيغة فعل إلى فعل ، ويسمى فعل ما لم يسم فاعله. والمفاعيل سواء في صحة بنائه لها ، إلا المفعول الثاني في باب علمت ، والثالث في باب أعلمت ، والمفعول له والمفعول معه. تقول ضرب زيد ، وسير سير شديد ، وسير يوم الجمعة ، وسير فرسخان.
وإذا كان للفعل غير مفعول فبني لواحد بقي ما بقي على انتصابه كقولك أعطي زيد درهما ، وعلم أخوك منطلقا ، وأعلم زيد عمرا خير الناس.
وللمفعول به المتعدي إليه بغير حرف من الفضل على سائر ما بني له أنه متى ظفر به في الكلام فممتنع أن يسند إلى غيره ، تقول دفع المال إلى زيد ، وبلغ بعطائك خمسمائة ، برفع المال وخمس المائة. ولو ذهبت تنصبهما مسندا إلى زيد وبعطائك قائلا دفع إلى زيد المال وبلغ لعطائك خمسمائة ، كما تقول منح زيد المال وبلغ عطاؤك خمسمائة ، خرجت عن كلام العرب. ولكن إن قصدت الإقتصار على ذكر المرفوع إليه والمبلوغ به قلت دفع إلى زيد وبلغ بعطائك ؛ وكذلك لا تقول ضرب زيدا ضرب شديد ولا يوم الجمعة ولا أمام الأمير ؛ بل ترفعه وتنصبها. وأما سائر المفاعيل