وزعم سيبويه أن ناسا من العرب يغلطون فيقولون انهم اجمعون ذاهبون وأنك وزيد ذاهبان وذاك أن معناه معنى الإبتداء ، فيرى أنه قال هم كما قال.
ولا سابق شيئا إذا كان جائيا (١)
وأما قوله تعالى : (وَالصَّابِئُونَ). فعلى التقديم والتأخير كأنه ابتداء والصابؤن بعد ما مضى الخبر وأنشدوا :
وإلا فاعلموا أنا وأنتم |
|
بغاة ما بقينا في شقاق (٢) |
عدم جواز الجمع بين إن وأن :
ولا يجوز إدخال إنّ على أن فيقال إن أن زيدا في الدار إلا إذا فصل بينهما كقولك إن عندنا أن زيدا في الدار.
تخفّف إن وأن فيبطل عملهما :
وتخففان فيبطل عملهما. ومن العرب من يعملهما. والمكسورة أكثر
__________________
(١) تقدم الكلام عليه قريبا. والشاهد فيه انه عطف سابق بالجر على خبر ليس في المصراع الأول لتوهم دخول الباء عليه.
(٢) هو لبشر ابن أبي خازم وقبله :
إذا جزت نواصي آل بدر |
|
فأدوها واسرى في الوثاق |
اللغة البغاة جمع باغ وهو الظالم من البغي وهو الطلب لأنه يطلب ما ليس له بحق والشقاق العداوة لأن كل واحد من المتعاديين يفعل ما يشق على الآخر أو من الشق بمعنى الجانب لأن كل واحد يكون في طرف غير طرف الثاني.
الاعراب وإلا أصله ان لا أبدلت النون لا ما وادغمت في اللام. واعلموا فعل أمر وفاعل جواب الشرط ولذلك دخلت عليه الفاء. وإنا مركب من إن واسمها. وانتم عطف على إنا.
وبغاة خبر إنا. والجملة في محل نصب مفعول اعلموا. وقوله في شقاق متعلق بمحذوف خبر ثان أي بغاة كائنون في شقاق. وما مصدرية. وبقينا فعل وفاعل (والشاهد فيه) العطف على محل اسم إن بعد مضي الخبر تقديرا (والمعنى) إذا جزرتم نواصي هؤلاء القوم فاطلقوا اسراهم والا فستستمر بيننا العداوة طول حياتنا.