النافية ، نحو : «ما ضرب زيد عمرا» ، وأدوات الاستفهام وأدوات الشرط ولام التأكيد ، نحو : «لأضربنّ زيدا» ، لا تقول : «زيدا لأضربنّ» ، وأدوات التحضيض ، وهي : هلّا ولو لا ولو ما وألا ، إذا كانت بمعنى «هلّا» ؛ أو يقع العامل صفة لموصوف أو صلة الموصول ، فإنّه لا يجوز تقديم المفعول إذ ذاك على الموصول ولا على الموصوف ، نحو : «يعجبني الذي ضرب زيدا» ، و «يعجبني رجل ضرب زيدا» ، أي : ضارب زيدا ، لا يجوز أن تقول : «يعجبني زيدا الذي ضرب» ، ولا : «يعجبني زيدا رجل ضارب».
وما عدا ذلك أنت فيه بالخيار ، إن شئت قدّمت المفعول على العامل ، وإن شئت أخّرته عنه.
[٦ ـ الرافع للفاعل] :
واختلف الناس في الرافع للفاعل ، فمنهم من زعم أنه ارتفع لشبهه بالمبتدأ وذلك أنّه مخبر عنه بفعله ، كما أن المبتدأ مخبر عنه بالخبر. وذلك فاسد لأنّ الشبه معنى ، والمعاني لم يستقر لها العمل في الأسماء.
ومنهم من ذهب إلى أنّه ارتفع لكونه فاعلا في المعنى ، نحو : «قام زيد». وهذا فاسد بدليل قولهم : «مات زيد» ، و «ما قام زيد».
ومنهم من قال : ارتفع بإسناد الفعل إليه مقدّما عليه. وذلك فاسد ، لأنّ الإسناد هو الإضافة في المعنى ، والفعل مسند إلى الفاعل والمفعول ، فلو كان الإسناد يوجب الرفع لوجب رفع المفعول أيضا.
ومنهم من قال : ارتفع لكون الفعل المسند إليه مفرغا له ، أي : مفتقرا ، وذلك أنّ الفعل أبدا طالب للفاعل لا يستقل منه مع المفعول كلام حتى يذكر الفاعل ، وإذا أخذ الفاعل استقلّ به ولم يفتقر إلى المفعول ، فمن أخذ الإسناد بهذا المعنى كان مذهبه صحيحا ، إلّا أنه يخرج الإسناد عن معناه اللغوي الذي هو الإضافة.
[٧ ـ الناصب للمفعول به] :
وكذلك اختلفوا في الناصب للمفعول فمنهم من ذهب إلى أنّه انتصب بالفاعل بدليل