وإن شئت حذفت النون ، وتقول في جمع «التي» : اللائي واللاتي واللواتي ، وإن شئت حذفت الياء في جميع ذلك. و «اللات» بتاء مكسورة ، و «اللات» بتسكينها.
[١١ ـ ما] :
فأما «ما» فإنّها تقع على ما لا يعقل وعلى أنواع من يعقل من المذكرين والمؤنثات ، فمثال وقوعها على ما لا يعقل قوله تعالى : (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللهِ باقٍ) (١). ومثال وقوعها على أنواع من يعقل قوله تعالى : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) (٢) أي : من أنواع النساء ، أي : انكحوا الأبكار والثيّبات أو الصغار أو الكبار أو الحرائر أو الإماء.
وزعم بعض النحويين أنها تقع على أحاد من يعقل من المذكرين والمؤنثات ، واستدل على ذلك بقوله تعالى : (وَالسَّماءِ وَما بَناها وَالْأَرْضِ وَما طَحاها وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها) (٣). فقال : الذي طحا الأرض وبنى السماء وسوى النفس هو الله تعالى. وكذلك استدلّ بقوله تعالى : (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) (٤) ، فقال : الذي يعبد النبيّ صلىاللهعليهوسلم إنما هو الله سبحانه وتعالى ، وهو من أولي العلم. واستدل أيضا بما جاء من قولهم : «سبحان ما سبّح الرعد بحمده وسبحان ما سخّركن لنا».
وهذا كله لا حجة فيه ، لاحتمال أن تكون «ما» مصدرية في قوله : (وَالسَّماءِ وَما بَناها وَالْأَرْضِ وَما طَحاها وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها.) كأنه قال : وبنائها وطحوها وتسويتها. فإن قيل : إنّ حمل هذه الآيات على ما ذكرت لا يجوز لأنّ «طحا» و «بنى» و «سوى» مضمر
______________________
ـ المذكّر السالم ، خبر (هم). فكّوا : فعل ماض مبني على الضمّ ، و «الواو» : ضمير متصل في محلّ رفع فاعل ، و «الألف» : للتفريق. الغل : مفعول به منصوب بالفتحة. عني : جار ومجرور متعلّقان بـ (فكّوا).
بمرو : جار ومجرور متعلقان بـ (فكّوا). الشاهجان : مضاف إليه مجرور بالكسرة. وهم : «الواو» : حرف عطف ، «هم» : ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ. جناحي : خبر مرفوع بالضمّة المقدّرة على ما قبل الياء ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة «هم اللاؤون» : ابتدائيّة لا محلّ لها. وجملة «فكّوا» : صلة الموصول لا محلّ لها. وجملة «وهم جناحي» : معطوفة على جملة «هم اللاؤون» لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «هم اللاؤون» حيث رفع الاسم الموصول بالواو والنون إلحاقا له بجمع المذكّر السالم.
(١) النحل : ٩٦.
(٢) النساء : ٣.
(٣) الشمس : ٥ ـ ٧.
(٤) سورة الكافرين : ٣.