المجهورة. وقد أفرد لهذه الأبواب كتابا خاصّا سمّاه «الممتع في التصريف».
وقد وحّد ابن عصفور أبواب جمع التكسير تحت عنوان واحد ، وهي في كتاب الزجاجي ثمانية أبواب ، وتناول موضوع الموصولات جملة واحدة في حين أنّ الزجّاجي عرض لها في موضعين من كتابه.
وكذلك قسّم ابن عصفور أبواب «الجمل» إلى فصول أو أقسام كلّما رأى ضرورة في ذلك ، فقد قسّم التثنية ثلاثة أقسام : تثنية في اللفظ والمعنى ، وتثنية في اللفظ لا في المعنى ، وتثنية في المعنى لا في اللفظ ، كذلك قسّم المثنّى إلى قسمين : منقوص وغير منقوص ، والجمع إلى أربعة أقسام : جمع سلامة ، وجمع تكسير ، واسم جنس ، واسم جمع. وكان ابن عصفور ذا قدرة كبيرة في التقسيم والتبويب والعرض والاستنتاج ، وقد شهد له النقّاد بهذه القدرة التنظيميّة(١).
ولا بدّ من الإشارة أخيرا إلى أنّ ابن عصفور لم يحرص في شرحه ، كما هي عادة شرّاح المتون ، على إيراد المتن (متن الجمل) ثمّ يعرض له بالشرح ، بل إنه ـ فيما عدا الأبواب الثلاثة الأولى ـ أهمل نصّ الزجّاجيّ إهمالا يكاد أن يكون تاما ، فلا يورد من عبارته شيئا إلّا في معرض مخالفته له في رأي أو مسألة ، حتى يكاد القارىء يحسب أنه لا يقرأ شرحا لكتاب الجمل ، بل مصنّفا مبتكرا من مصنّفات النحو ، وخاصة أنّ ابن عصفور خالف الزجّاجيّ في الكثير من الآراء النحويّة والصرفيّة واللغويّة (٢).
______________________
(١) عنوان الدراية ص ١٩٠.
(٢) انظر : منهج ابن عصفور الإشبيلي في النحو والتصريف. ص ٩٣ ـ ٩٥.