واستدلّ على أنها حرف بأنّها لا موضع لها من الإعراب ، ألا ترى أنك إذا قلت : «مررت بالقائم» ، فالإعراب إنما هو في الاسم الذي بعدها.
فالجواب : إنّ الألف واللام لما كانت مع صلتها كالشيء الواحد جعل الإعراب في اسم الفاعل الذي يكمل به الموصول ، وساغ ذلك فيها ولم يسغ في «الذي» وأخواته لكون الصلة فيها اسما مفردا ، والأسماء المفردة يدخلها الإعراب.
[١٤ ـ صلة الموصول] :
وهذه الموصولات لا بد لها من صلات ، ولا توصل إلّا بالظروف والمجرورات والجمل ما عدا الألف واللام بمعنى «الذي» و «التي» ، فإنها لا توصل إلا باسم الفاعل واسم المفعول ، نحو : «جاءني الضارب» ، واسم المفعول ، نحو : المضروب ، ولا توصل بالجمل إلا في ضرورة شعر ، نحو قوله [من الوافر] :
من القوم الرسول الله منهم |
|
لهم دانت رقاب بني معد (١) |
ونحو قول الآخر [من البسيط] :
ما أنت بالحكم الترضى حكومته |
|
[ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل] (٢) |
ويشترط في الظروف والمجرورات أن تكون تامة ، ومعنى تامة أن يكون في وصل الموصول بها فائدة ، نحو : «جاءني الذي في الدار والذي عندك» ، ألا ترى أنك لو قلت : «جاءني الذي اليوم أو جاءني الذي لك» ، لم تستفد بها فائدة.
ويشترط في الجمل أن تكون محتملة الصدق والكذب ، عريّة من معنى التعجب ، فلا يجوز : «جاءني الذي ما أحسنه» ، ولا : «الذي هل ضربته» ، ولا «الذي لا تضربه» ، لأنّ معنى الجملة لا يحتمل الصدق والكذب. فأما قوله [من الطويل] :
٨٢ ـ وإنّي لرام نظرة قبل التي |
|
لعلّي وإن شطّت نواها أزورها |
______________________
(١) تقدّم بالرقم ١٧.
(٢) تقدم بالرقم ١٦.
٨٢ ـ التخريج : البيت للفرزدق في ديوانه ٢ / ١٠٦ ؛ وخزانة الأدب ٥ / ٤٦٤ ؛ والدرر ١ / ٢٧٧ ؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني ٢ / ٨١٠ ؛ وهمع الهوامع ١ / ٨٥.