بسم الله الرحمن الرحيم
[باب أقسام الكلام]
اللهم يسر يا كريم
[١ ـ أقسام الكلام] :
قول أبي القاسم(١) : أقسام الكلام ثلاثة ...
مضاف ومضاف إليه ، ولا يعلم المضاف من حيث هو مضاف حتى يعلم ما أضيف إليه ، فكان ينبغي أن يبيّن ما أراد بالكلام ، وحينئذ يأخذ بعد ذلك في تبيين أقسامه ، لأنّ الكلام ، بالنظر إلى اللغة ، لفظ مشترك بين معان كثيرة ، منها المعاني التي في النفس ، دليل ذلك قول الأخطل [من الكامل] :
١ ـ إنّ الكلام لفي الفؤاد وإنّما |
|
جعل اللسان على الفؤاد دليلا |
______________________
(١) هو الزجاجي نفسه.
١ ـ التخريج : البيت للأخطل في شرح شذور الذهب ص ٣٥ ؛ ولم أقع عليه في ديوانه ؛ وبلا نسبة في شرح المفصل ١ / ٢١.
اللغة : الفؤاد : القلب ، وقيل : وسطه ، وقيل : غشاؤه.
المعنى : الكلام الحقيقي هو الكلام الصادر عن القلب فعلا ، وما اللسان إلّا رسول للناس بما يصدر عن القلب.
الإعراب : إن : حرف مشبه بالفعل. الكلام : اسم (إنّ) منصوب بالفتحة. لفي : «اللام» : هي اللام المزحلقة ، وحذف الخبر بعدها ، «في» : حرف جر. الفؤاد : اسم مجرور بفي ، والجار والمجرور متعلقان بالخبر المحذوف ، بتقدير (إن الكلام لموجود في الفؤاد). وإنما : «الواو» : استئنافية ، «إنما» : كافّة ومكفوفة. جعل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. اللسان : نائب فاعل مرفوع بالضمة. على الفؤاد : جار ومجرور متعلقان بـ (دليلا). دليلا : مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
وجملة «إن الكلام ...» : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «جعل» : استئنافية لا محلّ لها.
وقد ذكر البيت هنا للاستشهاد على معاني النفس ، أو على أن الكلام قد لا يكون ظاهرا مسموعا.