[٨ ـ العلم] :
وأما العلم فهو ما علق في أول أحواله على مسمّى بعينه في جميع الأحوال من غيبة وتكلم وخطاب.
فقولي : «ما علّق في أوّل أحواله على مسمى» ، يحترز من المعرّف بالألف واللام أو بالإضافة ، فإنه كان نكرة قبل ذلك.
وقولي : «في جميع الأحوال من غيبة وتكلم وخطاب» تحرز من المشار إليه الذي لا يقع على المسمّى إلّا في حال الإشارة ومن المضمر لأنّه لا يقع أيضا على المسمى إلّا في حال الغيبة إن كان ضمير غائب ، أو التكلّم إن كان ضمير متكلم أو الخطاب إن كان ضمير مخاطب.
[٩ ـ المعرف بالألف واللام والمعرّف بالإضافة] :
وأما المعرف بالألف واللام : فهو كل اسم يكون معرفة وفيه الألف واللام ، فإذا زالت عنه صار نكرة. وهذا تحرّز من مثل : الحارث والعباس فإنّ كلّ واحد منهما معرفة زالت عنه الألف واللام أو لم تزل ، فهو إذن من قبيل الأعلام.
وأما المعرّف بالإضافة : فهو كل ما أضيف إليه معرفة من هذه المعارف إضافة محضة. والإضافة كلّها محضة إلّا في أماكن محصورة ، وهي : إضافة اسم الفاعل واسم المفعول بمعنى الحال والاستقبال ، والصفة المشبهة باسم الفاعل ، والأمثلة التي تعمل عمل اسم الفاعل ، وإضافة غيرك ، وشبهك ، ومثلك ، وخدنك ، وتربك ، وهدّك ، وكفيك بفتح الكاف وكسرها ، وكفيك بضم الكاف والفاء ، وكفائك ، وشرعك ، وحسبك ، وناهيك من رجل ، وواحد أمّه ، وعبد بطنه ، وعبر الهواجر ، وقيد الأوابد. وهذه كلّها لا خلاف في أنّ إضافتها غير محضة. والذي في إضافته خلاف وهو «أفعل» التي للمفاضلة إذا أضيفت إلى معرفة إلى ما فيه الألف واللام ، نحو : «أفضل القوم» ، والصفة المضافة للموصوف ، نحو قراءة من قرأ : (وأنه تعالى جد ربنا) (١). بضم الجيم ، أصله : ربّنا الجدّ أي العظيم ،
______________________
(١) الجن : ٣.