أعرف من العلم. وسنبيّن فساد ذلك في باب المعرفة والنكرة. وأما المضاف إلى معرفة فزعم المبرّد أنه أدون ممّا أضيف إليه في التعريف قياسا على المضاف إلى المضمر لأنه دونه في التعريف. والذي يدلّ على فساد مذهبه قوله [من الطويل] :
١٠٦ ـ [فأدرك لم يجهد ولم يثن شأوه |
|
يمرّ] كخذروف الوليد المثقّب |
و «المثقب» نعت للخذروف ، وقد تقدم أنّ النعت لا بدّ أن يكون مساويا للمنعوت أو أقلّ منه تعريفا ، فلو كان الأمر على ما ذهب إليه لم يجز ، لأن «المثّقب» على مذهبه هو نعت أعرف من «خذروف» ، وهو المنعوت. وقوله أيضا [من الطويل] :
١٠٧ ـ كتيس الظّباء الأعفر انضرجت له |
|
عقاب تدلّت من شماريخ ثهلان |
فوصف المضاف إلى ما فيه الألف واللام بما فيه الألف واللام.
______________________
١٠٧ ـ التخريج : البيت لامرىء القيس في ديوانه ص ٥١.
اللغة والمعنى : أدرك : الضمير في «أدرك» يعود إلى الفرس. يجهد : يتعب. الشأو : الغاية. الخذروف : لعبة تدار بخيط يلعبها الصغار ، فتدور بسرعة حتى لا تكاد ترى من سرعتها.
يقول واصفا فرسه ، بأنّه استطاع اللحاق بطريدته دون مشقّة أو حثّ من فارسه ، لأنّ سرعته شبيهة بسرعة الخذروف.
الإعراب : فأدرك : الفاء : حرف عطف ، أدرك : فعل ماض ، والفاعل : هو. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يجهد : فعل مضارع للمجهول مجزوم ، ونائب الفاعل : هو. ولم : الواو : حرف عطف ، لم : حرف نفي وجزم وقلب. يثن : فعل مضارع للمجهول مجزوم بحذف حرف العلّة. شأوه : نائب فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، والهاء : ضمير في محلّ جر بالإضافة. يمرّ : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل هو. كخذروف : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف صفة لموصوف محذوف تقديره : يمرّ مرّا كائنا كخذروف ، وهو مضاف. الوليد : مضاف إليه مجرور. المثقّب : نعت «خذروف» مجرور.
وجملة (أدرك ...) الفعليّة معطوفة على جملة سابقة. وجملة (لم يجهد) الفعليّة في محلّ نصب حال. وجملة (لم يثن شأوه) الفعليّة معطوفة على جملة (لم يجهد). وجملة (يمرّ كخذروف) الفعليّة في محلّ نصب حال.
والشاهد فيه قوله : «كخذروف الوليد المثقّب» حيث اكتسب المضاف «خذروف» التعريف بإضافته إلى ما فيه «أل» ، وهو «الوليد» ، فنعت بالمعرفة ، وهو قوله : «المثقّب».
١٠٧ ـ التخريج : البيت لامرىء القيس في ديوانه ص ٩٢ ؛ ولسان العرب ٢ / ٣١٤ (ضرج) ، ١١ / ٩٤ (ثهل) ؛ وتهذيب اللغة ١٠ / ٥٥٤ ؛ وتاج العروس ٦ / ٧٨ (ضرج) ؛ والمخصص ١٧ / ١٠ ؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٤٦٠. ـ