عليه ، كقراءة من قرأ :(وأنه تعالى جد ربنا) (١) بضمّ الجيم ، أصله : ربّنا الجدّ ، أي : العظيم ، فقدّمت الصفة وحذفت منها الألف واللام وأضيفت إلى الموصوف ، ومثل ذلك قوله [من الكامل] :
يا قرّ إنّ أباك حيّ خويلد |
|
قد كنت خائفه على الأحماق (٢) |
يريد : خويلد الحيّ ، فقدّم وأضاف ، وتكون الصفة إذ ذاك معمولة للعامل الذي قبلها ، وتخرج عن كونها صفة.
[١٥ ـ حذف المنعوت] :
قال رضياللهعنه : ولا تخلو الصفة من أن تكون اسما أو ما في تقديره ، فإن كانت في تقدير اسم ، فلا يجوز حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه إلا مع «من» ، أو تكون الصفة صفة تمييز لنعم ، نحو قولك : «نعم الرجل يقوم» ، تريد : نعم الرجل رجلا يقوم ، وقولهم : «منّا ظعن ومنّا أقام». يريد منّا إنسان ظعن ومنّا إنسان أقام. قال ، رضياللهعنه (٣) : وما عدا ذلك لا تقام الصفة فيه مقام الموصوف إلّا في ضرورة شعر ، نحو قوله [من الرجز] :
١١٣ ـ لو قلت ما في قومها لم تيثم |
|
يفضلها في حسب وميسم |
______________________
(١) الجن : ٣.
(٢) تقدم بالرقم ١٠٥.
(٣) يريد أستاذه الشلوبين.
١١٣ ـ التخريج : الرجز لحكيم بن معيّة في خزانة الأدب ٥ / ٦٢ ، ٦٣ ؛ وله أو لحميد الأرقط في الدرر ٦ / ١٩ ؛ ولأبي الأسود الحماني في شرح المفصل ٣ / ٥٩ ، ٦١ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ٧١ ؛ ولأبي الأسود الجمالي (وهذا تصحيف) في شرح التصريح ٢ / ١١٨ ؛ وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ٣٧٠ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٤٠٠ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٥٤٧ ؛ والكتاب ٢ / ٣٤٥ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ١٢٠.
شرح المفردات : لم تيثم : أي لم تقع في الإثم أي الخطأ والكذب. يفضلها : يزيدها بالفضل. الحسب : الشرف. الميسم : الجمال.
المعنى : يقول : لو قلت إنّها تفوق بنات قومها في الحسن والجمال لم تخطىء ، فهي في الحقيقة تفوقهنّ حسبا وجمالا.
الإعراب : «لو» : حرف شرط غير جازم. «قلت» : فعل ماض ، والتاء ضمير في محلّ رفع فاعل. «ما» : حرف نفي. «في قومها» : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف تقديره : «ما في قومها أحد ...» ، وهو مضاف ، و «ها» ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «لم» : حرف جزم. «تيثم» : فعل مضارع مجزوم بالسكون وحرّك بالكسر للضرورة الشعريّة. «يفضلها» : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، و «ها» ضمير في محلّ نصب مفعول به ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره «هو». «في حسب» : جار ومجرور متعلّقان ـ