وقد تستعمل غير مكررة وإن لم يكن في الكلام ما يغني عن تكرارها ، وذلك قليل جدّا. فمن ذلك قوله [من الطويل]
١٣٠ ـ تهاض بدار قد تقادم عهدها |
|
وإمّا بأموات ألمّ خيالها |
______________________
ـ مفعولا به لفعل محذوف والتقدير : اختر إمّا كونك أخا ، وإمّا كونك عدوا. أخي : خبر (تكون) منصوب بفتحة مقدّرة على ما قبل الياء ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. بحقّ : جار ومجرور متعلّقان بـ (تكون). فأعرف : «الفاء» : للعطف ، «أعرف» : فعل مضارع منصوب بالفتحة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنا). منك : جار ومجرور متعلّقان بـ (أعرف). غثي : مفعول به منصوب بفتحة مقدّرة على ما قبل الياء ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. من سميني : جار ومجرور بكسرة مقدرة على ما قبل الياء ، متعلّقان بمحذوف حال ، بتقدير (غثي واضحا من سميني). وإلا : «الواو» : استئنافية ، «إلا» : «إن» : حرف شرط ، و «لا» : نافية لا عمل لها ، وفعل الشرط محذوف بتقدير (وإن لا تفعل فاطرحني). فاطرحني : «الفاء» : رابطة لجواب الشرط ، «اطرح» : فعل أمر مبني على السكون ، و «النون» : للوقاية ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنت). واتخذني : «الواو» : للعطف ، «اتخذني» : نفس إعراب (اطرحني). عدوّا : مفعول به ثان منصوب بالفتحة. أتقيك : فعل مضارع مرفوع بضمّة مقدّرة على الياء ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنا) ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به. وتتقيني : «الواو» : للعطف ، «تتقي» : فعل مضارع مرفوع بضمّة مقدّرة على الياء ، و «النون» : للوقاية ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنت).
وجملة «اختر إما كونك أخا» بحسب ما قبلها. وجملة «فإما أن تكون» : استئنافية لا محل لها. وجملة «تكون» : صلة الموصول الحرفي لا محل لها. وجملة «فأعرف» : معطوفة على جملة (تكون). وجملة «فاطرحني» : في محلّ جزم جواب الشرط. وجملة «واتخذني» : معطوفة على جملة (فاطرحني) في محلّ جزم مثلها. وجملة «أتقيك» : حالية محلها النصب. وجملة «وتتقيني» : معطوفة عليها في محلّ نصب كذلك. وجملة «تفعل» المقدرة لا محل لها لأنها جملة الشرط غير الظرفي. وجملة «إلا تفعل فاطرحني» : استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيهما قوله : «فإما ... وإلا» حيث استغنى عن تكرار (إمّا) وذكر ما يغني عنها وهو (إلا).
١٣٠ ـ التخريج : البيت لذي الرمة في ملحق ديوانه ص ١٩٠٢ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ١٩٣ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٤٢ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ١٥٠ ؛ وللفرزدق في ديوانه ٢ / ٧١ ؛ وشرح المفصل ٨ / ١٠٢ ؛ والمنصف ٣ / ١١٥ ؛ ولذي الرمّة أو للفرزدق في خزانة الأدب ١١ / ٧٦ ، ٧٨ ؛ والدرر ٦ / ١٢٤ ؛ وبلا نسبة في الأزهية ص ١٤٢ ؛ والجنى الداني ص ٥٣٣ ؛ ورصف المباني ص ١٠٢ ؛ وشرح الأشموني ٢ / ٤٢٦ ؛ والمقرب ١ / ١٣٢ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ١٣٥.
اللغة : تهاض : يعاودها الحزن. تقادم عهدها : بعد زمن معرفتها أو بنائها. ألم خيالها : طاف.
المعنى : فإما أن ينزل خيالي بدار الأحبة التي هجرت منذ زمن بعيد ، وإما أن يستعرض أشخاصا أحبهم قد ماتوا ، فتبقى روحي حزينة منكسرة. ـ