تقديم لا تسأل عنه وتأخيره ، فتقول : «أزيد أم عمرو قائم» ، أو «أقائم زيد أم عمرو»؟ إلا أن الأفصح ما ذكرناه أوّلا.
وكذلك تقول : «أقام زيد أم قعد»؟ فتوسّط «زيدا» ، لأنّك لا تسأل عنه ، وقد يجوز تقديمه وتأخيره ، فتقول : «أقام أم قعد زيد»؟ و «أزيد قام أم قعد»؟ وقد يجوز حذف الهمزة مع «أم» المتّصلة لفهم المعنى ، وذلك قليل فتقول : «قام زيد أم عمرو»؟ تريد : أقام زيد أم عمرو؟ ومن ذلك قوله [من الطويل] :
١٣٦ ـ لعمرك ما أدري وإن كنت داريا |
|
بسبع رمين الجمر أم بثمان |
يريد : أبسبع رمين الجمر؟
[١٠ ـ «بل» و «لا بل»] :
وأما «بل» و «لا بل» : فلا يخلو أن يقع بعدهما جملة أو مفرد ، فإن كان الواقع جملة
______________________
١٣٦ ـ التخريج : البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص ٢٦٦ ؛ والأزهية ص ١٢٧ ؛ وخزانة الأدب ١١ / ١٢٢ ، ١٢٤ ، ١٢٧ ، ١٣٢ ؛ والدرر ٦ / ١٠٠ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٥١ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٣١ ؛ وشرح المفصل ٨ / ١٥٤ ؛ والكتاب ٣ / ١٧٥ ؛ ومغني اللبيب ١ / ١٤ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ١٤٢ ؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٣٥ ؛ والجنى الداني ص ٣٥ ؛ ورصف المباني ص ٤٥ ؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٦٢٠ ؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ١٨٤ ؛ والمحتسب ١ / ٥٠ ؛ والمقتضب ٣ / ٢٩٤ ؛ وهمع الهوامع ٢ / ١٣٢.
المعنى : يقول من شدّة ذهوله إنّه لم يعرف عدد الجمار التي رمين بها أسبع أم ثمان.
الإعراب : «لعمرك» : اللام حرف ابتداء وقسم ، «عمرك» : مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، والكاف ضمير في محلّ جرّ بالإضافة ، وخبره محذوف تقديره : «قسم». «ما» : نافية. «أدري» : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : «أنا». «وإن» : الواو حاليّة ، «إن» : زائدة. «كنت» : فعل ماض ناقص ، والتاء ضمير في محلّ رفع اسم «كان». «داريا» : خبر «كان» منصوب. «بسبع» : جار ومجرور متعلقان بـ «رمين». «رمين» : فعل ماض ، والنون ضمير في محلّ رفع فاعل. «الجمر» : مفعول به منصوب. «أم» : حرف عطف. «بثمان» : جار ومجرور متعلّقان بـ «رمين».
وجملة القسم «عمرك ...» ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة : «أدري» جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة : «وإن كنت داريا» في محلّ نصب حال. وجملة : «رمين» سدت مسدّ مفعولي «أدري».
الشاهد فيه قوله : «بسبع ... أم بثمان» حيث حذف الهمزة لوجود قرينة دالة على معناها ، وتقدير الكلام : «أبسبع».