صَدَّقَ وَلا صَلَّى) (١) ، يريد : فلم يصدّق ولم يصلّ ، فإذا جاز أن تنفي بها الماضي في اللفظ ، فالأحرى أن تكون نافية له في المعنى.
ومما ورد من العطف بها بعد الماضي قوله [من الطويل] :
١٣٧ ـ كأنّ دثارا حلّقت بلبونه |
|
عقاب تنوفى لا عقاب القواعل |
فعطف بـ «لا» بعد «حلّقت» وهو ماض.
[١٢ ـ لكن] :
وأما «لكن» : فلا تخلو أن يقع بعدها جملة أو مفرد ؛ فإن وقع بعدها جملة ، كانت
______________________
(١) القيامة : ٣١.
١٣٧ ـ التخريج : البيت لامرىء القيس في ديوانه ص ٩٤ ؛ وجمهرة اللغة ص ٩٤٩ ؛ والجنى الداني ص ٢٩٥ ؛ وخزانة الأدب ١١ / ١٧٧ ، ١٧٨ ، ١٨١ ، ١٨٤ ؛ والخصائص ٣ / ١٩١ ؛ وشرح التصريح ٢ / ١٥٠ ؛ وشرح شواهد المغني ١ / ٤٤١ ، ٢ / ٦١٦ ؛ ولسان العرب ٨ / ٣٤٢ (ملع) ؛ ومغني اللبيب ١ / ٢٤٢ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ١٥٤ ؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٤٢٧ ؛ ومجالس ثعلب ص ٤٦٦ ؛ والممتع في التصريف ١ / ١٠٤.
شرح المفردات : دثار : اسم رجل كان يرعى إبل امرىء القيس. اللبونة : ذات اللبن. تنوفى : اسم موضع في جبال طيّىء معروف بارتفاعه. القواعل : اسم موضع قليل الارتفاع.
المعنى : يصف الشاعر إبله التي أغار عليها الأعداء فتفرّقت بقوله : كأنّ عقابا من عقبان تنوفى قد خطفت تلك الإبل وحلّقت بها بعيدا بحيث يصعب الوصول إليها ، وليس عقاب القواعل المعروفة بقلّة ارتفاعها.
الإعراب : «كأن» : حرف مشبّه بالفعل. «دثارا» : اسم «كأنّ» منصوب. «حلّقت» : فعل ماض ، والتاء للتأنيث. «بلبونه» : جار ومجرور متعلّقان بـ «حلقت». «عقاب» : فاعل مرفوع ، وهو مضاف. «تنوفى» : مضاف إليه مجرور. «لا» : حرف عطف. «عقاب» : معطوف على «عقاب» السابقة ، وهو مضاف. «القواعل» : مضاف إليه.
وجملة : «كأنّ دثارا ...» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة «حلّقت عقاب ...» في محلّ رفع خبر «كأنّ».
الشاهد فيه قوله : «عقاب تنوفى على عقاب القواعل» حيث عطفت «لا» قوله : «عقاب القواعل» على «عقاب تنوفى» الواقعة معمولا للفعل الماضي «حلّقت» ، وفيه ردّ على الزجاجي الذي اشترط أن يكون المعطوف عليه بـ «لا» غير معمول للفعل الماضي.