بِهِما) (١). فأعاد الضمير على «الغني» و «الفقير» لتقديمهما في الذكر.
[١٥ ـ عطف الاسم على الفعل والعكس] :
ولا يجوز عطف الاسم على الفعل ، ولا الفعل على الاسم إلا في موضع يكون الفعل فيه في موضع الاسم أو الاسم في موضع الفعل.
فالموضع الذي يكون فيه الاسم في موضع الفعل اسم الفاعل واسم المفعول إذا وقعا في صفة الألف واللام ، نحو : «الضارب» و «المضروب» ، فلذلك يجوز أن تعطف الفعل على الاسم هنا ، فتقول : «جاءني الضارب وقام» ، و «قام زيد الذي ضرب وقائم» ، قال الله تعالى : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) (٢) فعطف «وأقرضوا» على «المصّدّقين» ، كأنّه قال : إنّ الذين تصدّقوا وأقرضوا الله.
والموضع الذي يقع فيه الفعل موقع الاسم أن يقع خبرا لذي خبر ، أعني خبرا لمبتدأ أو لكان وأخواتها أو لأن وأخواتها أو لـ «ما» أو حالا لذي حال أو صفة لموصوف أو في موضع المفعول الثاني لـ «ظننت» أو الثالث من باب «أعلمت».
فمما جاء من عطف الاسم على الفعل لوقوع الفعل موقع الاسم قوله [من الطويل] :
١٥٠ ـ فألفيته يوما يبير عدوّه |
|
وبحر عطاء يستخفّ المعابرا |
______________________
(١) النساء : ١٣٥.
(٢) الحديد : ١٨.
١٥٠ ـ التخريج : البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٧١ ؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ٤١١ ؛ والمقاصد النحوية ٤ / ١٧٦.
اللغة : ألفيته : وجدته. يبير : يزيل ، يقضي ، يهلك. المعابر : ما يعبر عليه كالسفينة ونحوها.
المعنى : يقول : وجدته يهلك العدوّ ، وهو في عطائه كأنه بحر تعبره السفن الكثيرة ، ممهّدا لها من نفسه السبل لتعيش.
الإعراب : «فألفيته» : الفاء بحسب ما قبلها ، «ألفيته» : فعل ماض ، والتاء ضمير في محلّ رفع فاعل ، والهاء ضمير في محلّ نصب مفعول به أوّل. «يوما» : ظرف زمان متعلّق بـ «ألفيت». «يبير» : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : «هو». «عدوّه» : مفعول به ، وهو مضاف ، والهاء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. «وبحر» : الواو حرف عطف ، «بحر» : معطوف على «يبير» الواقعة مفعولا به ثانيا لـ «ألفى». «عطاء» : مضاف إليه. يستخفّ : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : «هو». «المعابرا» : مفعول به منصوب ، والألف للإطلاق. ـ