يريد : كيف أمسيت وكيف أصبحت ، فحذف الواو.
[١٧ ـ إعراب الاسم المعطوف] :
والمعطوف أبدا يكون إعرابه على حسب إعراب المعطوف عليه من رفع أو نصب أو خفض أو جزم ، إلا أن يكون للمعطوف عليه لفظ وموضع فإنّه يجوز أن يعطف تارة على لفظه وتارة على موضعه. فلا بدّ إذن من تبيّن ما له لفظ وموضع.
والذي له لفظ وموضع ينقسم ستة أقسام : قسم لفظه نصب وموضعه رفع وهو اسم «إنّ» و «لكنّ» و «لا» التي للتبرئة. فإن عطفت على اللفظ نصبت وإن عطفت على الموضع رفعت. وقد قرىء : (أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) (١). برفع «رسوله» على موضع إنّ على أحد الوجوه الجائزة فيه. وسنتبين ذلك إن شاء الله تعالى في بابه. ومن ذلك قول الشاعر [من السريع] :
١٥٦ ـ لا نسب اليوم ولا خلّة |
|
إتّسع الخرق على الراقع |
______________________
ـ مبنيّ في محلّ رفع فاعل. كيف أمسيت : معطوفة على «كيف أصبحت» وتعرب إعرابها ، وذلك بحرف عطف مقدّر. ممّا : جار ومجرور متعلّقان بمحذوف تقديره : «قولك». يغرس : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : «هو». الودّ : مفعول به منصوب. في فؤاد : جار ومجرور متعلّقان بـ «يغرس» وهو مضاف. السقيم : مضاف إليه مجرور.
وجملة : «كيف أصبحت» ابتدائيّة لا محلّ لها من الإعراب. وجملة : «أصبحت» في محلّ رفع خبر المبتدأ. وجملة «كيف أمسيت» معطوفة على جملة : «كيف أصبحت». وجملة : «يغرس» صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله : «كيف أصبحت ، كيف أمسيت» حيث حذف حرف العطف والتقدير : «كيف أصبحت وكيف أمسيت».
(١) التوبة : ٣.
١٥٦ ـ التخريج : البيت لأنس بن العباس بن مرداس في الدرر ٦ / ١٧٥ ، ٣١٣ ؛ وشرح التصريح ١ / ٢٤١ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٠١ ؛ والكتاب ٢ / ٢٨٥ ، ٣٠٩ ؛ ولسان العرب ٥ / ١١٥ (قمر) ١٠ / ٢٣٨ (عتق) ؛ والمقاصد النحوية ٢ / ٣٥١ ؛ وله أو لشقران مولى سلامان بن قضاعة في شرح أبيات ـ