قلت : «هذان زيد وهذان عمرو». لم يجز ، لأنك لا تخبر عن اثنين بواحد. فلو قلت : «هذان ضاحكان وقائمان» ، كانت مشرّكة لأنّك لو قلت : «هذان ضاحكان وهذان قائمان» لساغ.
[٢١ ـ العامل في المعطوف] :
والعامل في المعطوف هو العامل في المعطوف عليه بواسطة حرف العطف ، فإذا قلت «قام زيد وعمرو» ، فالعامل في «عمرو» : «قام» بواسطة الواو ، وكذلك تفعل مع سائر حروف العطف.
فإن قال قائل : فهلّا كان العامل حرف العطف نفسه ، فالجواب : إنّه لا يعمل الحرف حتى يختص ـ في مذهبنا ـ وحروف العطف ليست بمختصة لأنّها تدخل على الأسماء والأفعال.
فإن قال قائل : فلعلّ العامل مضمر بعد حرف العطف ، فإذا قلت : «قام زيد وعمرو» ، فالعامل في «عمرو» : «قام» مضمرة ، كأنّه قال : «وقام عمرو» ، فالجواب إنّه قد تبين أنّه لا يسوغ تكرير العامل في مثل : «اختصم زيد وعمرو». فإذا تبيّن في هذه المسألة أنّه لا يصلح أن يكون العامل فيه حرف العطف لعدم اختصاصه ولا عامل مضمر بعد الواو لأن ذلك يفسد المعنى تبيّن أنّ العامل إنّما هو العامل في المعطوف عليه ، وهو «اختصم» ، بواسطة حرف العطف ، ويحمل على هذا سائر مسائل العطف.
______________________
ـ إليه. «وطعنة» : معطوفة على «ضربة». «نجلاء» : نعت «طعنة» مجرور.
الشاهد فيه قوله : «بين بصرى» حيث يريد الشاعر «بين نواحي بصرى» فالكلام يجري هنا على حذف مضاف.