باب التوكيد
[١ ـ تعريف التوكيد وقسماه] :
التوكيد لفظ يراد به تثبيت المعنى في النفس وإزالة اللبس عن الحديث أو المحدّث عنه ، وذلك أنّ التوكيد ينقسم قسمين : توكيد لفظي وتوكيد معنويّ. فالتوكيد اللفظيّ يكون بإعادة اللفظ على حسب ما تقدم ، ويكون في المفرد والجملة.
فمثاله في المفرد قوله تعالى : (دَكًّا دَكًّا) (١) ، (صَفًّا صَفًّا) (٢) ، ومنه قوله [من الوافر] :
١٦٤ ـ أبوك أبوك زيد غير شكّ |
|
أحلّك في المخازي حيث حلّا |
______________________
(١) الفجر : ٢١.
(٢) الفجر : ٢٢.
١٦٤ ـ التخريج : البيت لجميل بثينة في ديوانه ص ١٤٩ ؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ١ / ٣١٤ ؛ وبلا نسبة في الخصائص ٣ / ١٠٢.
اللغة : المخازي : الفضائح والبلايا التي يستحى منها.
المعنى : لقد أنزلك أبوك ـ من دون ريب ـ في ذات الدرجة التي نزلها من الخزي والعار والفضائح.
الإعراب : أبوك : مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستّة ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. أبوك : توكيد لفظي لسابقتها. زيد : خبر (أبو) مرفوع بالضمّة الظاهرة. غير : اسم منصوب بنزع الخافض. شك : مضاف إليه مجرور بالكسرة. أحلك : فعل ماض مبني على الفتح ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). في المخازي : جار ومجرور بكسرة مقدّرة على الياء ، متعلّقان بـ (أحلك). حيث : ظرف مكان مبني على الضمّ في محلّ نصب مفعول فيه ظرف مكان بدل من قوله (في المخازي). حلا : فعل ماض مبني على الفتح ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو) ، و «الألف» : للإطلاق.