«زيد» أو «قائم» يدل على جزء من أجزاء معنى الجملة؟ فـ «قائم» يدل على الخبر و «زيد» يدلّ على المخبر عنه ، والجملة تدل على مجموعهما ، والاسم يدل على مسماه ، وجزء الاسم الذي هو حرف التهجي لا يدل على بعض المسمّى ، ألا ترى أن الزاي من «زيد» لا يدل على عضو من أعضائه ، ولا على معنى من معانيه؟
[٣ ـ تعريف الفعل] :
قول أبي القاسم : والفعل ما دلّ على حدث وزمان ماض أو مستقبل.
قصده بذلك أن يحدّ الفعل. فقوله : «ما دلّ على حدث وزمان» ، يحترز بذلك عمّا يدلّ على حدث دون زمان وهو المصدر نحو : «قيام» ، أو على زمان دون حدث نحو «أمس» و «غد». وقوله : «ماض أو مستقبل» ، يحترز بذلك أيضا ممّا يدل على حدث وزمان ولا يعطي أنّ الزمان ماض ولا مستقبل ، نحو الصبوح والغبوق ، ألا ترى أن الصبوح يدل على الشرب وهو حدث ، وعلى الصباح وهو زمان ، وكذلك الغبوق يدل على الشرب وهو حدث ، وعلى العشيّ وهو زمان ، إلا أنهما لا يعطيان أن الزمان ماض ولا مستقبل.
وهذا الحدّ أيضا فاسد من وجهين :
أحدهما : أنّه أورد في الحد لفظ «ما» و «أو» وقد تقدّم أنهما من الألفاظ التي لا تورد في الحدود. والآخر : أنه ليس بجامع من وجهين : من جهة أنّه لا يدخل تحت هذا الحد من الأفعال ما هو حال ، بل كان الظاهر من هذا الموضع أنّه من الفئة المنكرة لفعل الحال لو لا نصّه على إثباته في باب الأفعال.
ومن جهة أنّه لا يدخل تحت ذلك من الأفعال ما لا يدل على حدث كـ «كان» الناقصة وأخواتها ، و «نعم» ، و «بئس» ، و «حبّذا» ، و «عسى» ، وفعل التعجب.
ولا يلتفت إلى قول من قال : إن هذه الأفعال إنما هي حروف لكن سميت أفعالا مجازا لمّا كانت تشبه الأفعال ، لأنّ ذلك خلاف ما ذهب إليه النحويون ، بل لو كان الأمر على ما ذهب إليه هذا الذاهب لم يكن للخلاف بينهم في هذه الأفعال وجه إذ لا تثريب في الاصطلاحات ، فإذا ذهب ذاهب من النحويين إلى تسمية حرف من الحروف فعلا لشبهه بالفعل مع تسليمه أنه ليس في الحقيقة فعلا ، لم يسغ لغيره أن يخالفه في ذلك. والخلاف محفوظ عنهم في «ليس» وفعل التعجب (١).
______________________
(١) ذهب الكوفيّون إلى أنّ «أفعل» في التعجّب ، نحو : «ما أحسن زيدا» اسم ، وذهب البصريون إلى أنه فعل ـ