ومثال بدل الظاهر من الظاهر في بدل الاشتمال : «عجبت من الجارية حسنها».
ومثال بدل الظاهر من المضمر فيه : «الجارية عجبت منها حسنها».
ومثال بدل المضمر من المضمر فيه : «حسن الجارية عجبت منها منه».
ومثال بدل المضمر من الظاهر فيه : «حسن الجارية عجبت من الجارية منه» ، فتتكلّف أيضا تكرار «الجارية» في الوجهين الأخيرين.
وهذه المسائل التي تؤدّي إلى تكلف تكرار الظاهر فيها خلاف بين النحاة ، فمنهم من منع ، ومنهم من أجاز.
فالذي منعها حمله على ذلك خلوّ الجملة الواقعة خبرا من ضمير يعود على المخبر عنه ، ألا ترى أنك إذا قلت : «ثلث الرغيف أكلت الرغيف إياه» ، لم يكن في الجملة التي هي : «أكلت الرغيف» ، الواقعة خبرا لـ «الثلث» ضمير عائد على «الثلث». فإن قلت : فإنّ «إياه» المبدل من «الرغيف» عائد على «الثلث» ، فلا يحتاج معه إلى عائد. فالجواب : إنّ البدل على تقدير تكرار العامل والاستئناف ، فكأنّك قلت : «إياه أكلت» ، فخلت الجملة الخبرية من ضمير.
وكذلك مسألة : «ثلث الرغيف أكلته إياه» ، ألا ترى أنّ «أكلته» في موضع خبر الرغيف والضمير في «أكلته» عائد عليه ، والجملة من المبتدأ والخبر في موضع خبر «الثلث» ولا ضمير فيها. ولا يعتدّ بـ «إيّاه» ، لأنّه على نيّة الاستئناف ، والذي يجيز هذه المسائل يجعل البدل كأنه من تمام الجملة المتقدمة. والصحيح المنع لأنّ النية بالبدل كما تقدم الاستئناف ، بدليل تكرار العامل.
[٥ ـ البدل من المضمر] :
وفي البدل من المضمر خلاف بين النحاة ، فمنهم من أجاز الإبدال من المضمر لغائب كان أو لمتكلم أو لمخاطب في جميع أقسام البدل ، وهو مذهب الأخفش. ومنهم من أجازه في ضمير الغائب خاصة في جميع أقسام البدل ، فأما ضمير المتكلم أو المخاطب فلا يبدل