[٦ ـ البدل من اسم الاستفهام] :
وإذا أبدلت من اسم الاستفهام لم يكن بدّ من ذكر أداة الاستفهام معه حتى يوافق البدل المبدل منه في المعنى ، كقولك : «كم مالك أعشرون أم ثلاثون»؟ و «متى تخرج أيوم الخميس أم يوم الجمعة»؟ و «من ضربت أزيدا أم عمرا»؟
[٧ ـ البدل من عدد أو جمع] :
وإذا أتيت بعد عدد أو جمع بأسماء تريد إبدالها منها ، فلا يخلو أن يكون ما ذكرته بعد العدد يفي بالعدد ، أو ما ذكرته بعد الجمع يمكن أن يصدق عليه اسم الجمع أو لا. فإن كان جاز فيه وجهان : الإبدال مما تقدّم والرفع على القطع ، وذلك قولك : «لقيت من القوم ثلاثة ، زيدا وعمرا وخالدا» ، على البدل. ولك أن ترفع ، كأنك قلت : أحدهم زيد ، والآخر عمرو ، والآخر خالد. ونحو قولك : «لقيت رجالا ، زيدا وعمرا وخالدا» ، على البدل. ولك أن ترفع كأنك قلت : أحدهم زيد ، والآخر عمرو ، والآخر خالد.
فإن لم يف بالعدد فالقطع ليس إلّا ، كقولك : «لقيت من القوم ثلاثة : زيد وعمرو» ، ولا يجوز الإبدال لأنّ «زيدا» و «عمرا» لا تقع عليهما ثلاثة.
وإن لم يكن ما بعد الجمع يقع عليه الجمع ، فالرفع أيضا على الاستئناف ، نحو : «لقيت رجالا زيد وعمرو» ، ولا يجوز البدل ، لأنّ «زيدا» و «عمرا» لا يقع عليهما «رجال»
______________________
ـ المعنى : إنهم ما يزالون على الحدود المتاخمة للأعداء يسدّدون رماحهم إلى صدور الأعادي تدخل في دمائهم.
الإعراب : أناسا : مفعول به لفعل محذوف ، تقديره : أعني. بثغر : جار ومجرور متعلّقان بصفة (أناس) المحذوفة. لا تزال : «لا» : حرف نفي ، «تزال» : فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة. رماحهم : اسم (تزال) مرفوع بالضمّة ، و «هم» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. شوارع : خبر (تزال) منصوب بالفتحة. من غير : جار ومجرور متعلّقان بـ (شوارع). العشيرة : مضاف إليه مجرور بالكسرة. في الدم : جار ومجرور متعلقان بـ (شوارع).
وجملة «أعني أناسا» : ابتدائية لا محل لها. وجملة «لا تزال ...» في محلّ رفع خبر (أناس).
والشاهد فيه قوله : «أناسا» حيث نصبه بفعل محذوف.