[٥ ـ حذف المفعول به] :
والفعل الذي يتعدّى إلى مفعول واحد يجوز حذف مفعوله حذف اقتصار أو حذف اختصار. فحذف الاختصار الحذف للدلالة على المحذوف ، وحذف الاقتصار الحذف من غير دلالة على المحذوف ولا إرادة له.
فمثال حذف الاختصار أن تقول : «ضربت» ، في جواب من قال : «أضربت زيدا»؟ فتحذف «زيدا» لفهم المعنى ، ومثل ذلك قول الشاعر [من الوافر] :
٢١٢ ـ منعّمة تصون إليك منها |
|
كصونك من رداء شرعبيّ |
يريد : تصون إليك منها الحديث.
ومثال حذف الاقتصار أن تقول : «ضربت» و «أكلت» ، تريد أنّ هذين الفعلين قد وقعا مني. ولا تخبر بأيّ شيء وقع ، ومنه قوله تعالى : (كُلُوا وَاشْرَبُوا) (١) ، أي : أوقعوا هذين الفعلين.
وأمّا الفعل الذي يتعدّى إلى مفعولين ، فلا يخلو أن يكون من باب «أعطيت» أو من
______________________
٢١٢ ـ التخريج : البيت للحطيئة في ديوانه ص ١٣٨ ؛ والخصائص ٢ / ٣٧٢ ؛ والمحتسب ١ / ١٢٥ ، ٢٤٥ ، ٣٣٣ ؛ وبلا نسبة في المقرب ١ / ١١٤.
اللغة : المنعمة : الحسنة العيش والغذاء. تصون : تحفظ. الشرعبي : نوع من الثياب ، والطويل الحسن الجسم.
المعنى : إنها فتاة حسنة العيش ، غنيّة ، تصون حديثك إليها ، كما يحفظ ثوب طويل ما يخفيه من جسدك.
الإعراب : منعمّة : خبر لمبتدأ محذوف. تصون : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هي). إليك : جار ومجرور متعلقان بـ (تصون). منها : جار ومجرور متعلّقان بـ (تصون). كصونك : «الكاف» : اسم بمعنى مثل مبني على الفتح في محل نصب نائب مفعول مطلق ، و «صون» : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ جر بالإضافة. من رداء : جار ومجرور متعلّقان بالمصدر (صون). شرعبي : صفة (رداء) مجرورة بالكسرة.
وجملة «هي منعمة» : حسب ما قبلها ، أو ابتدائية لا محلّ لها. وجملة «تصون» : في محلّ رفع صفة لـ (منعمة).
والشاهد فيه قوله : «تصون إليك» حيث حذف المفعول به لدلالة الجملة عليه.
(١) الطور : ١٩.
جمل الزجاجي / ج ١ / م ١٩